عادي

تفاصيل جديدة حول أسباب الهدنة المفاجئة بين واشنطن والحوثيين

10:12 صباحا
قراءة 4 دقائق
تفاصيل جديدة حول أسباب الهدنة المفاجئة بين واشنطن والحوثيين

واشنطن ـ (رويترز)

قال أربعة مسؤولين أمريكيين إنه قبل أيام من اتفاق وقف إطلاق النار المفاجئ بين الولايات المتحدة والحوثيين، بدأت المخابرات الأمريكية في رصد مؤشرات على أن الجماعة اليمنية تبحث عن مخرج بعد القصف الأمريكي الذي استمر لسبعة أسابيع.

وأكد اثنان من المسؤولين أن قادة الحوثيين بدأوا التواصل مع حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في وقت ما خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى من شهر مايو/ أيار. وكشف أحد المصادر«بدأنا نتلقى معلومات مخابراتية تفيد بأن الحوثيين لم يعد بإمكانهم التحمل أكثر من ذلك».

وتوضح مقابلات مع مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين ومصادر دبلوماسية وخبراء آخرين، كيف أن حملة كانت القيادة المركزية للجيش الأمريكي تتصور في السابق أنها قد تمتد لمعظم أوقات العام الجاري توقفت فجأة في السادس من مايو/ أيار بعد 52 يوماً، مما سمح للرئيس دونالد ترامب بإعلان الانتصار قبل توجهه إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع.

ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، عطل الحوثيون حركة التجارة بشن مئات الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على سفن في البحر الأحمر، زاعمين أنهم يستهدفون سفناً مرتبطة بإسرائيل.

وأفاد مصدران بأن إيران لعبت دوراً مهماً في تشجيع الحوثيين المتحالفين معها على التفاوض، وذلك في الوقت الذي تمضي فيه طهران في محادثاتها الخاصة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، الرامية إلى إنهاء العقوبات الأمريكية التي تقوضها والحيلولة دون تنفيذ ضربة عسكرية من الولايات المتحدة أو إسرائيل.

لكن الإعلان الفعلي لاتفاق وقف إطلاق النار أبرز مدى سرعة إدارة ترامب في التحرك بناء على المعلومات المخابراتية الأولية للتوصل إلى ما كان يبدو في مارس/ آذار أمراً غير وارد على المدى القصير بالنسبة لكثير من الخبراء، وهو إعلان الحوثيين توقفهم عن ضرب السفن الأمريكية.

وقال مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع إن نهج ترامب غير التقليدي كان من شأنه تجاوز إسرائيل الحليف الوثيق للولايات المتحدة التي لا يشملها الاتفاق والتي لم يتم حتى إبلاغها مسبقاً.

ولم يكن الحوثيون وحدهم الذين يشعرون بالضغط. فحملة القصف كانت مكلفة أيضاً للولايات المتحدة التي استهلكت ذخائر وخسرت طائرتين وعدداً من الطائرات المسيرة.

وقال أحد المسؤولين إن وزير الدفاع بيت هيجسيث بعد أن تلقى المعلومات بشأن الحوثيين في أوائل مايو/ أيار، بادر بعقد سلسلة من الاجتماعات في البيت الأبيض صباح الاثنين، وخلص إلى وجود فرصة سانحة.

وقال مسؤولان أمريكيان إن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي كان يقود بالفعل المفاوضات الأمريكية بشأن البرنامج النووي الإيراني، كان يعمل من خلال وسطاء وأجرى محادثات غير مباشرة مع كبير مفاوضي الحوثيين والمتحدث باسمهم محمد عبدالسلام.

وقال أحد المسؤولين إن عبدالسلام كان بدوره على اتصال بزعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي. وقال أحد المسؤولين إنه تم التوصل إلى اتفاق إطاري في وقت لاحق الاثنين.

وبحلول الثلاثاء السادس من مايو/ أيار، كان ترامب مستعداً لإعلان الاتفاق، معلناً استسلام الحوثيين. وقال لصحفيين «قالوا من فضلكم توقفوا عن قصفنا مجدداً ولن نهاجم سفنكم».

وعند سؤاله، قال عبدالسلام إن الجماعة كانت تتواصل عبر سلطنة عمان فقط، ووافقت على وقف إطلاق النار لأن رد الحوثيين على الولايات المتحدة كان موقفاً دفاعياً. وأضاف «إذا أوقفوا عدوانهم سنوقف ردنا»، رافضاً الإدلاء بمزيد من التصريحات.

* مخرج

وكان كل طرف يرى فائدة من إبرام اتفاق. فبالنسبة للحوثيين، قال مسؤولون وخبراء أمريكيون إن الاتفاق وفر مخرجاً لهم يمكنهم من إعادة بناء صفوفهم وتخفيف الضغط الذي كان سيعرضهم على مدى شهور أو سنوات لخطر استراتيجي.

ومنذ تولي ترامب منصبه، أسقط الحوثيون سبع طائرات أمريكية مسيرة من طراز إم.كيو-9 تبلغ قيمة كل منها عشرات الملايين من الدولارات. وفقدت حاملة الطائرات هاري إس ترومان، التي مدد هيجسيث مهمتها في الشرق الأوسط، طائرتين مقاتلتين إحداهما سقطت من على سطح السفينة بعد أن اضطرت السفينة الضخمة إلى اتخاذ منعطف حاد بسبب هجوم حوثي في ​​المنطقة.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن نقطة التحول للحوثيين جاءت في 17 إبريل/ نيسان عندما استهدفت الولايات المتحدة ميناء رأس عيسى على ساحل البحر الأحمر.

وكانت هذه الضربة الأكثر دموية على الإطلاق، إذ أعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين مقتل 74 شخصاً.

وقال المسؤول وهو يصف الجهود المبذولة للضغط على الجماعة اقتصادياً «أضر ذلك بقدرتهم على تنفيذ العمليات وتوليد الإيرادات».

وعندما طلب من آنا كيلي نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض التعليق، قالت إن وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب «صفقة جيدة أخرى لأمريكا ولأمننا». وأضافت «كان الهدف منذ البداية ضمان حرية الملاحة، وتحقق ذلك من خلال استعادة قدرات الردع الأمريكية».

وقال المتحدث باسم البنتاجون كريس ديفاين: إن الحملة العسكرية الأمريكية نجحت في إضعاف قدرات الحوثيين و«مهدت الطريق للرئيس للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار».


ويقول مسؤولون إن تكلفة عمليات القصف تخطت المليار دولار، وأسفرت عن مقتل عدد كبير من مقاتلي الحوثيين من المستوى المتوسط ​​الذين كانوا يدربون قوات من المستوى الأدنى، بالإضافة إلى تدمير الكثير من منشآت القيادة وأنظمة الدفاع الجوي ومنشآت تصنيع وتخزين الأسلحة.

كما دمرت أيضاً مخزونات من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن وصواريخ كروز وطائرات مسيرة وسفن مسيرة.

كما يحذر مسؤولون أمريكيون ومصادر أخرى من أنه من غير الواضح إلى متى سيصمد وقف إطلاق النار، وما إذا كان الحوثيون سيظلون يعدون الولايات المتحدة وإسرائيل تهديدين منفصلين، لاسيما مع رد إسرائيل على اليمن.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"