الإمارات.. الوضوح والصراحة

00:36 صباحا
قراءة دقيقتين

موقف دولة الإمارات من مختلف القضايا الراهنة، الإقليمية والدولية، كان واضحاً وصريحاً وشفافاً، ويعبّر بصدق عن ثبات والتزام عميق بدعم السلام والأمن والتعاون لما فيه خير المنطقة والعالم، وهو التزام يرتقي بالعلاقات إلى مستويات متقدمة في مختلف الميادين والحقول.
إنه الموقف الذي أكده سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي الذي ترأس أمس وفد الدولة الذي شارك في القمة الخليجية - الأمريكية التي استضافتها المملكة العربية السعودية في الرياض، ممثلاً صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الدولة، حفظه الله.
القمة التي ناقشت سبل تعزيز علاقات الصداقة بين دول المجلس والولايات المتحدة، وبحثت آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، شكلت إضافة نوعية لتوثيق الشراكة الاستراتيجية بما يؤدي إلى آفاق أرحب من التعاون الذي يلبّي تطلعات شعوبنا.
وإذ أعرب سموه عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على دعوته الكريمة لهذه القمة الاستثنائية، فقد أشار في الوقت نفسه إلى ثقته التامة بأن تسهم القمة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، وأن تدفع بالعلاقات إلى مزيد من التقدم في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، بما يخدم شعوبنا نحو التنمية والازدهار، مثمناً الدور المحوري الذي تقوم به الولايات المتحدة في تعزيز أمن واستقرار المنطقة، مشيداً بالجهود الأمريكية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، باعتبار أن الولايات المتحدة دولة عظمى ولها كلمتها في المواقف التي تحدد مسارات الحرب والسلام، وقادرة على التأثير في الأزمات الدولية الراهنة، وأيضاً إطلاق مبادرات لحلول سلمية مستدامة لقضايا تشكل تهديداً للسلم العالمي، كما في الحرب الأوكرانية، معرباً سموه عن تفاؤله تجاه الجولات الإيجابية من المحادثات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران، مؤكداً أن الإمارات لا تزال تدعم نجاح هذه المحادثات بما يسهم في خفض التوتر في المنطقة، ويعزز فرص الاستقرار والازدهار.
ومن البديهي ألا تغيب القضية المركزية، فلسطين، باعتبارها قضية عربية وإماراتية بامتياز، وتشكل قضية مركزية في السياسة الإماراتية، حيث أكد سموه الموقف الإماراتي الثابت في دعمها، وهو ما تجسد في التوصل إلى الاتفاق الإبراهيمي في العام 2020، بوساطة الرئيس ترامب، كخطوة استراتيجية نحو تعزيز السلام والتعاون الإقليمي، وفي هذا الإطار أكد سموه أهمية التنسيق لإيجاد حل دائم لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين، إضافة إلى الوصول إلى تسوية عادلة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني من خلال قيام دولة فلسطينية مستقلة على خطوط عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
إنها مواقف صريحة وواضحة تحدد موقف الإمارات، وتضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية في مواجهة الأزمات الدولية، والتعاون المشترك في البحث عن الوسائل التي تحقق الأمن والسلام للعالم، وتعطي فسحة من الأمل للأجيال القادمة، والالتزام الراسخ بإبعاد شبح الحروب والصراعات، وهذا يقتضي استمرار صوت الحكمة والنهج الدبلوماسي المشترك بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون في شتى القضايا السياسية والاقتصادية.

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"