تعاون المدرسة مع الأسرة أمر حيوي ومهم يسهم في تحقيق نوع من التكامل بين مختلف الأطراف ذات العلاقة بالعملية التعليمية وهذا من شأنه أن يساعد على توفير بيئة متوازنة تساعد الطالب على تحقيق مستويات جيدة في التعلم، وإن من شأن التواصل المنتظم بين إدارات المدارس وأولياء أمور الطلبة أن يساعد كثيراً على الكشف المبكر عن الصعوبات والتحديات التي يواجها الطلبة، بما في ذلك السلوكيات غير المرغوبة والتي قد تشكل خطراً على الطلبة، وبالتالي التعاون البنّاء يلعب دوراً كبيراً في تصحيح السلوكيات غير المرغوبة.
ما كشف عنه مدير إحدى المدارس عن منتج جديد يزداد رواجاً بين الشباب بمن فيهم الأطفال من سن العاشرة، وهو «شريط مستنشق طاقة أنفي»، يتم الترويج له على نطاق واسع عبر الإنترنت، يعدّ محل تقدير واحترام للمدير الذي وجه رسائل لأولياء أمور الطلبة يقدم فيها معلومات عن المنتج وأثاره الصحية المحتملة التي ثير القلق خاصة للأطفال في سن المرحلة الابتدائية.
مدير المدرسة الذي كشف عن هذه القضية المهمة، أكد في الرسائل الموجهة إلى أولياء أمور الطلبة أن المنتج محظور تماماً في المدرسة التي يديرها حتى يتم التأكد من عدم وجود أي شك حول هذه المنتجات، وهذه المعلومات القيمية التي وضعت بين أيدي أولياء أمور الطلبة في تلك المدرسة تمثل مثالاً رائعاً للتعاون والشراكة الحقيقية بين المدرسة وأولياء الأمور لما فيه مصلحة الطلبة في الدرجة الأولى، وبالتالي فإن جميع المدارس بلا استثناء مطالبة وملزمة بهذا الأسلوب الراقي في التعامل مع أولياء أمور الطلبة.
عندما يشعر الطالب بأن هناك تنسيقاً بين إدارة المدرسة وولي أمره، يحرص على الالتزام والانضباط والابتعاد عن أي سلوكيات غير مرغوبة، باعتبار أن الطالب يتأثر بالبيئة المحيطة به وخصوصاً في المدرسة، ما يؤكد أن العلاقة الإيجابية بين المدرسة والأسرة تدفع الطالب للشعور بالأمان، وتعزز ثقة الطالب بمحيطه، وهذا من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الطالب لجهة تحسين تحصيله الدراسي، وبناء شخصيته المثالية والإيجابية والقيام بدوره الإيجابي في المجتمع، ما يجعله قادراً على مواجهة التحديات التي تعترض مسيرته التعليمية، واكتشاف الصعوبات التعليمية أو النفسية في مراحل مبكرة.
قضية التحذير من منتج يروج بين الطلبة تعدّ في منتهى الأهمية، وتطرح تساؤلات عديدة حول موقف القطاعات التعليمية المسؤولة والمشرفة على المدارس بمختلف أنواعها، ومن الأولى أن تتحرك هذه القطاعات كل في منطقته للتحقق من مدى خطورة هذا المنتج ومدى انتشاره بين الشباب والطلبة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الطلبة سواء من هذا المنتج أو أي منتجات تشكل ضرراً على الشباب وطلبة المدارس، فما هي الإجراءات التي قامت بها هذه القطاعات حول هذا المنتج؟
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا







