فخ جديد للأطفال والشباب

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

لا يمل أصحاب النزعة الشيطانية من البحث عن أي منفذ يتسللون من خلاله للوصول إلى الأطفال والشباب، مستغلين فضولهم وحبهم الجارف لاكتشاف كل ما هو جديد ولتجربة الأشياء بأنفسهم دون التفكير في المحاذير والمخاطر وما قد ينجم عنها. ولا يملون أيضاً من استغلال كل ابتكار وتقنية حديثة من أجل خدمة أهدافهم، يطورون أدواتهم ويتمكنون من إغواء الصغار خصوصاً عبر وسائل مغرية في الشكل وسهلة الاستخدام.
بعد تمكن تجار المخدرات من استغلال سوق البيع الإلكتروني للوصول إلى أكبر عدد يمكنهم إيقاعه في حبال الإدمان من الشباب وخصوصاً طلاب المدارس والجامعات، لم نعد نستبعد تسلل أي تاجر بلا ضمير إليهم، ولم يعد مستغرباً هذا التطور السريع في ابتكار وسائل توهم الأطفال والشباب بسهولة وسرعة حصولهم على القوة والنشاط والقدرة على «تحقيق المستحيل» بلمح البصر!
آخر تلك الوسائل التي تهدف إلى تدمير الشباب، «شريط - مستنشق طاقة أنفي» يتم الترويج له وبيعه عبر الإنترنت، والمستهدفون طبعاً هم الأطفال والشباب، والأخطر أنه ينتشر بسرعة ويقع في فخه الصغار ابتداء من سن العاشرة؛ طبعاً لم نكن لنعلم بمدى سرعة وسهولة انتشاره لو لم تسارع مدارس إلى التحذير من هذه الظاهرة وتحمّلها مسؤولية تنبيه أولياء الأمور برسائل وجّهتها لهم عبر البريد الإلكتروني؛ مدارس قامت بواجبها التربوي مشكورة، ونحن بدورنا نتولى مسؤولية نشر المعلومة والتحدث عن الظاهرة بين كل أولياء الأمور ومحاربتها بشتى الوسائل حرصاً على سلامة الطلبة وكل أبناء المجتمع.
يقولون إن هذا المنتج الذي يتم استنشاقه عن طريق الأنف يمنح الطاقة، وكأنه لم يكن كافياً انتشار مشروبات وأدوية الطاقة وسوء استخدامها من قبل الصغار ليأتي لنا ما هو أسهل وأسرع في الاستخدام، والمصيبة أنه يحتوي على نكهات مختلفة مثل النعناع والفواكه، وهو في متناول الشباب لأن سعره يتراوح بين 20 و40 درهماً.
كثيرة المنتجات التي نتمنى حظر بيعها عبر الإنترنت لكي يتم ضبط عملية انتشارها وسوء استخدامها ومنع بيعها للأطفال، لكن أسواق الإنترنت مفتوحة ومتشعبة، ولا يمكن التحكم في كل منافذها، لذا يكون للمدارس ولأولياء الأمور الدور الأكبر في مراقبة كل تغير وتطور وكل ظاهرة، والتعاون من أجل حماية الأبناء وتوعيتهم، وهنا نشدد على التوعية، لأنها تلعب دوراً مهماً جداً في إقناع الصغار والشباب بحقيقة المنتج والضرر منه ومدى تأثيره على صحتهم وعلى حياتهم..
كذلك من المهم جداً الحرص على وجود مساحة كبيرة من المصارحة والشفافية بين الأبناء والآباء، كي يشعر الابن (والابنة) بأمان وراحة في التحدث عن كل شيء خصوصاً الأمور الحساسة مع والديه، فيجد أذناً مصغية وسعة صدر وحكمة في ردود الأفعال، ما يمنحه ثقة أكبر بنفسه فيعيش مطمئناً وآمناً من كل الفخاخ التي يواجهها.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"