صعدت إسرائيل حربها الوحشية على قطاع غزة، أمس الأربعاء، وشنت قواتها قصفاً عنيفاً على خيام النازحين والمستشفيات ومراكز الإيواء ومناطق الكثافة السكانية في القطاع جواً وبراً، ما أسفر عن سقوط أكثر من 80 قتيلاً و100 جريح، فيما اعترف مسؤولون من داخل الجيش الإسرائيلي أن غزة على شفا مجاعة، بينما اعتبرت منظمة «أطباء بلا حدود» أن إسرائيل تخلق ظروفاً «للقضاء على الفلسطينيين» في غزة، في حين حذرت وزارة الصحة في غزة من أزمة مياه كارثية في القطاع مع ارتفاع التلوث وانعدام الأمن المائي.
وفي اليوم الـ58 من استئناف الهجوم الإسرائيلي، تعرضت مدينة خان يونس لقصف عنيف استهدف مستشفى غزة الأوروبي، ما أسفر عن وقوع مجازر مروعة. وقال محمد المغير، مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني «وصل عدد القتلى إثر القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة مُنذ فجر أمس (الأربعاء) حتى المساء إلى 80 قتيلاً بينهم 59 في شمال القطاع»، إضافة إلى 125 مصاباً.
وذكرت مصادر فلسطينية أن طائرات إسرائيلية عادت وهاجمت مكان محاولة اغتيال محمد السنوار قرب المستشفى الأوروبي في خان يونس، بهدف منع المواطنين من الاقتراب من المنطقة. وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه تم إطلاق نحو 40 قنبلة خارقة للتحصينات في مدينة خان يونس خلال محاولة اغتيال محمد السنوار مساء الثلاثاء. وأشارت قنوات إسرائيلية أخرى إلى أن الهجوم تم باستخدام قنابل مضادة للتحصينات، استهدفت منطقة في محيط مستشفى غزة الأوروبي بخان يونس.
ومن جانبها، زعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تقوم حالياً بالتحقق مما إذا كان هناك مسؤولون كبار آخرون، من بينهم محمد شبانة قائد لواء رفح وأبوعبيدة الناطق باسم كتائب القسام، كانوا برفقة السنوار داخل المجمع تحت الأرض الذي تم استهدافه الثلاثاء في خان يونس.
من جهة أخرى، اعترف مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن قطاع غزة سيواجه مجاعة واسعة النطاق إن لم تستأنف عمليات تسليم المساعدات في غضون أسابيع قليلة، رغم رفض الحكومة علانية التحذيرات من نقص حاد في الغذاء. وحذر عسكريين يراقبون الأوضاع الإنسانية في غزة قادتهم في الأيام الأخيرة، من أنه ما لم يرفع الحصار بسرعة فمن المرجح أن تنفد كميات الغذاء الكافية لتلبية الاحتياجات اليومية الأساسية في العديد من مناطق القطاع، وفقاً لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية. وقال الضباط الإسرائيليون الذين تحدثوا شريطة عدم كشف أسمائهم، إن هناك حاجة إلى «خطوات فورية لضمان إمكانية إعادة نظام توريد المساعدات بالسرعة الكافية لمنع المجاعة»، وأشاروا إلى أن توسيع نطاق عمليات تسليم المساعدات الإنسانية «يستغرق وقتاً».
ومن جانبها، انتقدت منظمة أطباء بلا حدود إسرائيل أمس الأربعاء متهمة إياها بالتسبب في «كارثة إنسانية متعمدة» في غزة، واتهمتها بمحاولة ربط المساعدات بالتهجير القسري للفلسطينيين. وقالت المنظمة في بيان «نشهد في الوقت الراهن، تهيئة الظروف للقضاء على الفلسطينيين في غزة». وأشارت المنظمة «أصبحت غزة جحيماً على الأرض للفلسطينيين».
وحذرت أطباء بلا حدود من أن فرقها الطبية الميدانية «لاحظت زيادة بنسبة 32% في عدد المرضى الذين يعانون سوء التغذية خلال الأسبوعين الماضيين». وأضافت «تناقص مخزونات الوقود يحد من القدرة على تحلية المياه وتوزيعها».
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن تلوث المياه في القطاع أدى إلى انتشار العديد من الأمراض بين السكان، محذرة من تفاقم كارثة المنكوبين. وأشارت وزارة الصحة في بيان، أمس الأربعاء إلى ارتفاع نسبة عينات المياه الملوثة من 25 % في القطاع وأن 90 % من الأسر تواجه انعدام الأمن المائي. وذكرت الوزارة أن 90 % من محطات التحلية خرجت عن الخدمة تماماً في غزة، وأن 80 % من محطات الصرف الصحي خرجت عن الخدمة، ما يزيد نسبة تلوث مياه البحر.(وكالات)
عادي
قصف مكثف ومجازر مروعة في غزة واعتراف إسرائيلي بالمجاعة
15 مايو 2025
01:33 صباحا
قراءة
3
دقائق
المزيد من الملف
عناوين متفرقة
قد يعجبك ايضا







