عادي

مفاوضات مكثفة في الدوحة.. وإسرائيل تتمسك بعدم إنهاء الحرب

01:35 صباحا
قراءة 3 دقائق

تتواصل في العاصمة القطرية الدوحة المفاوضات بشأن وقف الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ أكثر من 19 شهراً وإبرام صفقة تبادل للأسرى، وسط تعنّت متواصل من قبل تل أبيب وغياب أي مرونة في المواقف خصوصاً إزاء إنهاء الحرب، في وقت تفاقمت الأزمة الدبلوماسية بين فرنسا وإسرائيل، واتهم بنيامين نتياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدعم حركة «حماس»، فيما أكدت باريس
أنها ستعترف بدولة فلسطين، لأنها تؤمن بحل سياسي مستدام للمنطقة، في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف إطلاق النار ودخول المساعدات دون عوائق إلى غزة، ودعا المستشار الألماني إلى اتخاذ خطوات سريعة، لتجنب «مجاعة» في غزة، ونددت رئيسة الوزراء الإيطالية بوضع إنساني «لا يمكن تبريره» في قطاع غزة.
وعقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اجتماعاً مغلقاً في الدوحة بمشاركة غير مباشرة من حركة «حماس»، لبحث وقف الحرب في قطاع غزة.
وذكرت وسائل إعلام قطرية بأن أمير دولة قطر يحضر الاجتماع المغلق مع ترامب ومعهم المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، إضافة إلى المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن والمفقودين، آدم بوهلر، ومسؤولين قطريين.
وكانت وسائل الإعلام القطرية، أشارت إلى لقاء انعقد بين مبعوث ترامب ويتكوف والمسؤولين القطريين وعائلات الأسرى، بينما الأسير المفرج عنه عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأمريكية لم يحضر للدوحة لظروف صحية. وذكرت أن لقاء ويتكوف والمسؤولين القطريين وعائلات الأسرى استمر ساعتين ونصف الساعة.
وقبل ذلك، ذكرت مصادر مطلعة على تفاصيل المفاوضات، أمس الأربعاء، أن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود، ما دفع ويتكوف إلى إجراء عدة اتصالات مباشرة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في محاولة لإقناعه بتوسيع تفويض الوفد الإسرائيلي المشارك، والذي يرأسه نائب رئيس جهاز الشاباك. وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، تواصل إسرائيل التمسك بخطة ويتكوف لكنها تضع شروطاً صارمة لإنهاء الحرب، على رأسها استعادة جميع الأسرى واستسلام حركة حماس، بما يشمل النفي ونزع السلاح. وتشير الصحيفة إلى أن ويتكوف يبحث في مقترحات إضافية قد تشمل إطلاق سراح الأسرى على دفعات، في محاولة لإحداث اختراق في المفاوضات ودفع الطرفين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي هذا الصدد، أشارت مصادر في الإدارة الأمريكية إلى أن رسالة ويتكوف للجانب الإسرائيلي كانت واضحة: واشنطن تصر على إنهاء الحرب في غزة. ويرى مستشارو ترامب أن إطلاق سراح الأسير ألكسندر مؤخراً، وزيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة، يشكلان فرصة لا ينبغي تفويتها للضغط على نتنياهو للمضي قدماً نحو إتمام صفقة شاملة، لا تترك له خيارات كثيرة للتراجع.
ومن جهته، أعلن مكتب نتنياهو أنه اختتم سلسلة محادثات مطوّلة، أمس الأربعاء، مع مبعوث ويتكوف، وسيعقد اجتماعاً أمنياً مغلقاً.
من جهة أخرى، تصاعدت الأزمة بين إسرائيل وفرنسا، وشن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هجوماً حاداً على الرئيس إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء، بعد تصريحات أدلى بها الأخير بخصوص حرب غزة. واتهم نتنياهو الرئيس الفرنسي بالوقوف إلى جانب حركة «حماس» بعدما انتقد ماكرون منع إسرائيل دخول المساعدات إلى قطاع غزة.
من جانبه، قال وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن على إيمانويل ماكرون «ألا يعطينا دروساً في الأخلاق».
وكان ماكرون اعتبر الثلاثاء أنّ «ما تقوم به حكومة بنيامين نتانياهو (في غزة) غير مقبول»، و«مخز» بسبب الحصار المطبق على قطاع غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية والمستمر منذ الثاني من مارس/آذار.
ودعا ماكرون الأوروبيين لتكثيف الضغط على إسرائيل بشأن غزة.
وفي هذا السياق، قال وزير أوروبا والشؤون الخارجية جان نويل بارو إن فرنسا ستعترف بدولة فلسطين، «لأنها تؤمن بحل سياسي مستدام للمنطقة، فيما يصب بمصلحة إسرائيل والفلسطينيين أمنياً».
في غضون ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى وقف إطلاق النار في غزة و«إتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق» إلى القطاع.
وقال الأمين العام في اجتماع في برلين مع المستشار الألماني فريدريش ميرتس :«في ما يتعلق بغزة، أكرر دعوتي إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والوقف الفوري للأعمال العدائية، ما يتيح إطلاق مسار لا رجعة فيه نحو حل الدولتين».
ومن جانبه، دعا المستشار الألماني جميع الأطراف إلى تجنب «مجاعة» في قطاع غزة، بينما تفرض إسرائيل حظراً على وصول المساعدات إليه منذ أوائل مارس/آذار. كذلك نددت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بوضع إنساني «لا يمكن تبريره» في قطاع غزة. (وكالات)

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"