كثفت إسرائيل حربها على قطاع غزة، أمس الخميس، وشنت غارات جوية متواصلة وقصفاً مدفعياً على مختلف أنحاء القطاع مرتكبة المزيد من المجازر الدموية وعشرات القتلى والجرحى، فيما أعاد الجيش الإسرائيلي تموضع قواته شمال غزة بعد تدمير مئات البنى التحتية، في وقت أكدت «الأونروا» أن 90% من سكان غزة أجبروا على الفرار من منازلهم، وبينما أعلنت مؤسسة إغاثية تدعمها الولايات المتحدة أنها ستبدأ عملياتها في غزة نهاية مايو، رفضت الأمم المتحدة مشاركتها، في حين أعرب وزير الخارجية الأمريكي عن قلق واشنطن من الوضع الإنساني في غزة.
قالت مصادر طبية فلسطينية: إن 120 مواطنا قتلوا منذ ساعات الفجر منهم أكثر من ستين في خان يونس جنوب قطاع غزة. وبعد ظهر أمس جددت طائرات إسرائيلية قصفها لخان يونس وارتقى فلسطينيان ومصابون في قصف من مسيرة إسرائيلية على مجموعة من المواطنين قرب مدينة حمد شمال غربي المدينة. وقالت المصادر: إن القتيلين هما الصحفي في شبكة قدس أحمد أنور الحلو وشقيقه. كما ارتقى ستة قتلى في القصف الإسرائيلي على خزاعة شرقي مدينة خان يونس. وفي مخيم جباليا قتل 15 فلسطينياً بينهم 11 طفلاً وامرأة نتيجة قصف إسرائيلي على عيادة التوبة الصحية في منطقة الفاخورة بالمخيم. وكان سبعة مواطنين من عائلة شهاب قتلوا في قصف منزل بجباليا البلد فيما قتل ثلاثة مواطنين ببيت لاهيا شمال القطاع. وكان التقرير الإحصائي اليومي لعدد القتلى والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قال إنه وصل مشافي القطاع 82 قتيلاً (77 قتيلاً جديداً، وخمسة قتلى انتشال)، و152 مصاباً خلال الساعات الماضية وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 52010 قتلى و119998 مصاباً منذ السابع من أكتوبر للعام 2023م. وبلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي (2876 قتيلاً، 7957 مصاباً).
ومن جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي إنهاء قوات لواء (أورشليم 16) التابعة له نشاطها شمال قطاع غزة بعد أن قامت بتحييد «عدد كبير من المسلحين وتدمير أكثر من 600 بنية تحتية»، قال: إنها تابعة إلى «حماس». وأضاف: «إنه بالتعاون مع مقاتلي وحدة (يهلوم)، اكتشفت قوات اللواء مئات الأمتار من المسارات التحت أرضية المهمة في المنطقة، والتي عثر بداخلها على وسائل قتالية ومعدات عسكرية». وقد تم استبدال قوات اللواء بقوات احتياط لمواصلة النشاط في قطاع غزة.
ومن جانبها، أعلنت وكالة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة، أن نحو 90% من سكان غزة أجبروا على الفرار من منازلهم منذ بدء الحرب. وقالت الأونروا في تغريدة على موقع «إكس»: إنه «في عام 1948 نزح أكثر من 700 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم وهذه الأحداث تعرف باسم النكبة». وأشارت إلى أنه «بعد 77 عاماً، لا يزال الفلسطينيون يشردون قسراً». وذكرت أنه «منذ بدء الحرب في غزة، أجبر نحو 90% من السكان على الفرار من منازلهم. تم تشريد بعضهم 10 مرات أو أكثر».
من جهة أخرى، أعلنت «مؤسسة غزة الإنسانية»، المنظمة غير الحكومية المدعومة من الولايات المتّحدة، أنّها ستبدأ هذا الشهر بتوزيع مساعدات إنسانية في غزة، مشيرة إلى أنّها أجرت محادثات بهذا الشأن مع مسؤولين في إسرائيل التي تمنع منذ مارس دخول أيّ مساعدات للقطاع الفلسطيني المحاصر.
ورداً على ذلك، قال متحدث باسم الأمم المتحدة: إن المنظمة لن تشارك هيئة تم إنشاؤها مؤخراً بدعم من الولايات المتحدة بتوزيع المساعدات في غزة، معتبراً أن آليتها لا تلتزم مبادئ الحيادية والاستقلالية. وجاء في إعلان لفرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة «لقد قلت بوضوح إننا نشارك في عمليات تقديم مساعدات تتوافق مع مبادئنا الأساسية. وقلنا مراراً إن خطة التوزيع هذه لا تتماشى مع مبادئنا الأساسية، بما في ذلك مبادئ النزاهة والحيادية والاستقلالية، ولن نشارك في ذلك».
في غضون ذلك، أعرب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خلال محادثة مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، عن قلق واشنطن من الوضع الإنساني في غزة وسط حصار للمساعدات منذ شهرين ونصف الشهر. وقال روبيو في تصريحات للصحفيين في أنطاليا التركية: «الولايات المتحدة ليست غير مبالية بمعاناة الناس في غزة حيث لم يتم تسليم أي مساعدات إنسانية منذ بداية شهر مارس».
إلى ذلك، أعلنت مؤسسات الأسرى، بما في ذلك هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، أمس الخميس، وفاة ثلاثة معتقلين من قطاع غزة، وذلك استناداً إلى ردود رسمية تلقتها من الجيش الإسرائيلي.
وذكرت المؤسسات، في بيان مشترك، أن المتوفين الثلاثة هم: أيمن عبد الهادي قديح (56 عاماً) وبلال طلال سلامة (24 عاماً) ومحمد إسماعيل الأسطل (46 عاماً). (وكالات)
عادي
جيش الاحتلال يعيد تموضع قواته شمالي القطاع بعد تدمير البنى التحتية
إسرائيل تدمي غزة.. عشرات الضحايا في خان يونس وجباليا
16 مايو 2025
01:02 صباحا
قراءة
3
دقائق
المزيد من الملف
عناوين متفرقة
قد يعجبك ايضا







