لا شيء دون التخطيط وإدارة الوقت

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

مع التطور التقني المهول، وتنامي قوة الاتصالات وحضورها، ودخول حقبة الذكاء الاصطناعي، تظهر الحاجة الملحة لتنظيم الوقت وإدارته، وتخطيط أولوياتنا ومسيرتنا في الحياة، بل يتضح أن التنظيم والتخطيط من أهم عوامل النجاح والاستقرار النفسي والاجتماعي.
ولا غرابة؛ فالوقت ثمين، وهو مورد نافد لا يمكن تعويضه ولا استبداله، فإن خسرنا مهارة إدارته واستغلاله، فإن النتائج ستكون وخيمة من الفشل والتراجع، والإخفاقات المتتالية.
لذا من المهم الوعي والمعرفة بأن هناك حاجة ملحّة وضرورية لتعلم مهارة إدارة الوقت، والتخطيط، وهي حاجة نجدها ماثلة في كل مرحلة عمرية؛ لأن لكل مراحل عمرية اهتماماتها واحتياجاتها، ومعها تختلف الأولويات والتخطيط والتنظيم، لكن الجانب الثابت في جميع مراحل العمر، أن لا نجاح دون وعي بقيمة الوقت، ولا سعادة دون تخطيط، ووضع الأولويات.
لذا على الآباء والأمهات، ومنذ وقت مبكر من أعمار أطفالهم، تعليمهم قيمة الالتزام بجدول يومي، يشمل الدراسة واللعب والراحة ومختلف الأنشطة، والانتقال معهم عند بلوغهم مرحلة المراهقة لغرس مبدأ التخطيط، وتعلم ترتيب الأولويات، وتنمية قدراتهم في التوفيق بين الدراسة والهوايات والتواصل مع الصحب ونحوها.
ولا ننسى مرحلة الشباب التي تعد مرحلة حساسة وحيوية، وتشكل تحديداً حقيقياً لهذه الفئة، لأن ملامح مستقبلهـــم، سواء المـهنـــي أو الشخصي، تتحدد خلال هذه المرحلة، وهنا تظهر الحاجة الملحة للتخطيط بذكاء ومهارة، حيث تصبح مهمة وضع الأهداف، سواء في الدراسة، أو العمل، أو حتى في تأسيس العلاقات الاجتماعية، مهمة بالغة الأهمية. وتبقى مهارة إدارة الوقت في حياة الشباب من المهارات التي تمكّنهم من استثمار طاقاتهم بعيداً عن التشتت، وتحقق توازناً بين الطموح والراحة النفسية.
حتى عند الوصول إلى مرحلة النضج، والتي يصبح فيها الإنسان أكثر وعياً، سواء بالنتائج المترتبة على قراراته، أو في تعدد مسؤولياته، في مجالات مثل الأسرة، العمل، المجتمع... إلخ، نجد أن التخطيط المسبق، ومهارة إدارة الوقت حاجة لا غنى عنها.
ولو افترضنا أن الإنسان بات على مشارف التقاعد، أو متقاعداً عن العمل، فإن التخطيط وإدارة الوقت يسهمان في سعادته واستقراره النفسي.
وهذا يوضح دون شك الأثر البالغ لقيمة التخطيط في حياتنا، وعلى مختلف مفاصل هذه الحياة من الطفولة وصولاً إلى مختلف المراحل العمرية.
صحيح أن النجاح والتقدم والتميز يتحقق بالمثابرة، والجد، والاجتهاد، إلا أن جميع هذه الجوانب لا يمكن تحقيقها دون مهارة التخطيط، وفن إدارة الوقت.

[email protected]

www.shaimaalmarzooqi.com

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"