مسرح الطفل

02:13 صباحا
قراءة دقيقتين

لمسرح الطفل دور محوري، حيث يمثل مزيجاً متكاملاً من الدراما والتراث الشعبي والعالمي في توصيل القيم والتجارب الإنسانية بطرق مشوقة وجذابة، تجمع بين الدراما والفنون الأدائية، وبين الأدب والإبداع، ما يجعلها وسيلة فعالة في تشكيل شخصيات الأطفال وتعزيز ارتباطهم بهويتهم الثقافية وإثراء خيالهم وقدرتهم على التعبير عن مشاعرهم، وتتيح لهم محاكاة مواقف الحياة المختلفة، ما يؤدي إلى تنمية ثقتهم بأنفسهم ويعزز من بناء شخصياتهم وتخليص الأطفال من الانفعالات السلبية، ويُساهم في تنمية الوعي الاجتماعي لدى الأطفال، حيث تتاح لهم الفرصة للتفاعل مع أقرانهم، ما يرسخ القيم الاجتماعية في الإمارات (السّنع).
هذا الفضاء الساحر يعمل على تشكيل الهوية الثقافية للطفل في إطار معاصر يوازن بين الأصالة والحداثة ليظل المسرح صوتاً حيّاً ينشد قصصاً تُعانق السماء في سموها وتحفر في الأرض جذورها الراسخة، من خلال طرح السرد القصصي وكذلك الأغنيات والرقصات. فمسارح الأطفال تعتبر مناجم غنية بالقصص والحكايات والأساطير التي تستخدم كأساس لبناء الأعمال المسرحية الموجهة للأطفال في الإمارات، وهذه المواد التراثية تساعد على تعزيز الهوية الوطنية، ونقل القيم الثقافية بمتعة ترتقي بذائقة أبنائنا، حيث تعد نماذج ناجحة لاستثمار التراث والموروث وتركز على قصص تربوية و«حدوتات» إماراتية، ما جعلها قريبة من وجدان الأطفال وواقعهم.
فهو نوع من أنواع المسرح الموجه للأطفال، يعتبر وسيلة تربوية وتعليمية وترفيهية في آن واحد، ويهدف إلى تنمية خيال الطفل ويعزز القيم الإنسانية والأخلاقية وتوسيع مداركه الفكرية والاجتماعية.
ومن أنواعه المسرح التربوي، الذي يعرض داخل المدارس بهدف تعزيز القيم والسلوكيات الإيجابية، وكذلك مسرح العرائس (الدُّمى)، ويستخدم الدمى لجذب الأطفال وتعليمهم من خلال التسلية، ومسرح الخيال الذي يعتمد على شخصيات خيالية أو أسطورية تثير خيال الطفل، وتكمن أهميته في تعزيز الثقة بالنفس والتعبير عن الذات، وينمّي الذوق الفني والقدرة على التذوق الجمالي، ويساهم في بناء الشخصية ومهارات التواصل ويساعد على اكتساب المعرفة بطريقة مرحة.
وتم استخدام السرد القصصي الذي يجمع بين شخصيات بشرية وحيوانات ونباتات لجعل القصص قريبة من عقول وقلوب الأطفال والناشئة، حيث تعكس مفاهيم الانتماء وحب الوطن ليظل مسرح الطفل منارة تضيء دروب الهوية الثقافية مُمسكاً بخيوط الماضي ليخلق بها مُستقبلاً مشرقاً لأجيال الغد في قلب مسارح الدولة، وتتجلى قوة السرد القصصي والإخراج كأدوات سحرية تفتح الأبواب أمام عقول الأطفال وقلوبهم.

[email protected]

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"