أكدت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الإمارات، والتي توجت باتفاقات عدة تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، أن دولة الإمارات انتقلت من مقصورة الركاب العاديين في قاطرة النظام الدولي إلى مقصورة القيادة، وأصبحت لاعباً رئيسياً في مجرى التحولات العالمية، ومؤثرة في تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار على صعيد المنطقة والعالم.
في ختام زيارة ترامب التاريخية كان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على رأس مودعي الرئيس الأمريكي، بعد اجتماعات حافلة بالإنجازات التي تعكس المدى الذي وصلت إليه العلاقات وتؤكد تعميق التعاون في مجالات متعددة لاسيما في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تم تدشين مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي - الأمريكي الشامل، الذي شهده صاحب السمو رئيس الدولة والرئيس الأمريكي، وهو أكبر مراكز البيانات الأمريكية خارج الولايات المتحدة، ويسهم في توسيع نطاق عمل شركات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية الأمريكية في الشرق الأوسط والمنطقة المحيطة.
هذا المشروع يمثل إنجازاً كبيراً للإمارات كي تصبح لاعباً دولياً في مجال الذكاء الاصطناعي. وقد أكد سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني «أن التعاون الإماراتي - الأمريكي نموذج عالمي للشراكات الاستراتيجية القائمة على دمج أدوات المستقبل بالتنمية الاقتصادية»، وأضاف «الإمارات ماضية مع شركائها نحو توطين تكنولوجيا المستقبل والابتكار، وتعزيز التعاون بين الشمال والجنوب وتسخير التقدم العلمي لخدمة رفاه المجتمعات وجودة حياتها».
الزيارة شكلت نقلة نوعية في الملفين الاقتصادي والاستثماري، إذ جددت الإمارات تعهدها باستثمار 1.4 تريليون دولار خلال عشر سنوات، وهو تعبير عن حجم الثقة بين البلدين، والسعي المستمر لتطوير العلاقات الاقتصادية نتيجة علاقات متميزة بين القيادة الإماراتية والقيادة الأمريكية.
لم يكن هذا التطور في العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة ليحدث لولا أن دولة الإمارات أكدت من خلال قيادتها أنها تخوض سباقاً مع الزمن كي تحتل موقع الريادة، وتتحول إلى دولة عصرية قادرة على المنافسة في مختلف المجالات، وذلك لم يتحقق إلا جراء الجهود المتواصلة كي تصبح الدولة واحة أمان وحرية وتسامح وقانون، وليس أدل على ذلك من وجود أكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها وتنعم بالأمن والأمان والحرية وجودة الحياة، ولعل قيام أكثر من مليون أمريكي بزيارة الإمارات العام الماضي دليل على أن الإمارات أصبحت الوجهة المثالية للسياحة والاستثمار والعمل.
إن دولة الإمارات تمضي قدماً في معارج التقدم والنجاح، وتقدم نموذجاً للعالم في القدرة على الإبداع والتطور، وتحقيق الإنجازات المستحيلة على الأرض والفضاء نتيجة إيمانها بأن لديها جيلاً من الشباب يتحمل المسؤولية وقادراً على تحمل المسؤولية في صناعة دولة نموذجية أصبحت تضاهي الدول المتقدمة.
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا







