الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ أيام للمنطقة شهدت الكثير من الأحداث والتغييرات، سواء السياسية منها أو الاقتصادية، وقد سمعنا منذ أول محطة الكثير من الكلمات التي ألقيت عن أهمية العلاقات والصداقة بين القادة، وكيف أن العلاقات الممتدة على مدى عمر لها تأثير في إحداث الفرق، شهدنا الكثير من العفوية، والكثير من عبارات تثني على إنسان نحبه كلنا، والد لنا وقريب من قلوبنا، صفته الإنسان، والصديق والقائد والأب، وكيف لا وهو الذي علمنا أننا أهم من أي مادة وأهم ما يراهن عليه الوطن، والدنا صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، هو القدوة والصديق، والقائد، والأهم من كل ذلك هو الأب.
لا أحد ينسى أو سينسى لمدة طويلة حنوه على الطفلة التي حملت الورد، وكيف أنه أحس بها وتقدم لها في حوار، ربما لدقائق، لكنها لن تنسى أن قائد ورئيس دولة يقف قبل دقائق من استقبال رئيس دولة وبكل عفوية يدنو منها ليحدثها، ليس بالغريب، تلك اللفتات التي تجعل العالم يدرك أي نعمة نحن بها، وأي قدر جميل كتبه الله لنا بالقادة المؤسسين ومن يكملون الدرب على خطاهم، نحن لا نتطرق لأي حوار اقتصادي جرى أو جولات، بل كل تلك الكلمات التي سمعناها من الرئيس الضيف قبل سنوات، وتكررت هذه المرة، «محمد قائد، ويحب شعبه، محمد صديق لي منذ زمن طويل»، أن تتردد الصفات الإنسانية في كل لقاء، هذه هي الحقيقة المتجردة من كل صنوف الرسميات، وهي الحقيقة التي ستبقى خالدة في التاريخ.
الصديق، الذي علّم العالم أن الدبلوماسية تبنى على جسر من الصداقة والأخلاق والقيم، والعلاقات الإنسانية ومتانتها من أقوى الأسلحة، ومصدر للقوة الناعمة التي تتجاهل العنف تماماً، وتنطق بمفهوم الحوار والاحترام.
الصديق «سموّه» في فعله وتواضعه وحبه لأن يكون قريباً من الكل، وهل هناك أعمق من أن تباهي العالم بأنك ابن أرض ولدت من رحم الصداقة الأولى بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وأن صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، وأخاه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، حملا المسؤولية، وكل منهما سند وظهر وصديق للآخر، وكيف أن الحياة التي نعيشها اليوم، هي أمنية خالصة من قلوب أحبت أن يكون لنا وطن مختلف، وصار وطننا نبراس علم وتسامح وقدوة في تعليم الشعوب أن الكل يمكن أن يعيش مع الكل.
حفظك الله يا سيدي، وحفظ الله لنا قادتنا، شيوخنا وولاة أمرنا.
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا







