طلبات مدرسية

01:30 صباحا
قراءة دقيقتين

مسألة رقابة الطلبة داخل الفصل المدرسي، مسؤولية معلم أو معلمة الصف أولاً وأخيراً، وعملية ضبط إيقاع الطالب، والمحافظة على القواعد، والالتزام بالتعليمات والتوجيهات تقع على عاتق المعلم/المعلمة أولاً وإدارة المدرسة ثانياً.
ولكن قبل هذا وذاك، فإن سلوك الأبناء وانضباطهم وحسن أدائهم، مسؤولية الأسرة التي يجب أن تصدر أبناءها إلى المدرسة والحياة بأكملها، ولديهم قواعد وأخلاق يفخرون بها.
بعض الأهالي يبالغون بحب أولادهم، ولا يرفضون لهم طلباً، فتجد طالباً يذهب إلى المدرسة ومعه أدوات وهدايا وأحياناً هواتف، ما يثير حفيظة باقي زملائه، ويبدؤون في مطالبة أهاليهم بأشياء مماثلة لتلك التي مع زميلهم، وهنا قد تكون الأسرة ميسورة الحال، أو أن لديها قواعد في الحياة تحاول أن تطبقها على ابنها، لكن إزاء ما يراه ابنهم في الفصل الدراسي مع زملائه يجعله متطلباً ولحوحاً، وقد يشعر أهله بأنه أقل من أقرانه في الصف، ما يثير في كثير من الأحيان حنق الأمهات بأنها لا ترضى أن ترى ابنها في وضع أقل من زملائه فتشتري له ما يطلب.
مسألة الهواتف والأغراض الشخصية داخل الفصل، يجب أن يمنعها المعلمون، ولا مانع من مصادرة أي أغراض يحضرها الطالب معه وهي خارج نطاق الحصة وتسليمها للأهالي فيما بعد، حتى لا يجلب كل طالب معه ما يشاء إلى الفصل، فيثير فضول الزملاء.
طبعاً هنا لا بد من حالات واستثناءات، فبعض الأهالي يرسلون الهواتف مع أولادهم لمراقبة أمراض معينة لديهم أو مستويات السكر لدى أطفالهم المرضى، لكن باقي الطلبة لا يتفهمون ذلك، وهنا يقع الأمر على عاتق المدرسة.
والأمر الآخر البالغ الأهمية، هو ازدياد طلبات المدارس للبرامج والتكليفات والمشاريع، وتعدد الواجبات التي تحتاج إلى أدوات كثيرة، ومن آخر تقليعات المدارس، الهدايا بين الطلاب، إذ تطلب إدارة المدرسة أن يحضر كل طالب هدايا للصف بأكمله، وهنا فإن كل طالب ملزم، على الأقل، ب25 هدية لعدد طلاب الفصل، وإذا كانت كل هدية ب20 درهماً، فإن وليّ أمره مطالب ب500 درهم، ناهيك عن التسبب في إحراج بعض الأهالي في حال اشترى ولي أمر لابنه هدايا بأقل من ذلك، أو أن يكون ولي الأمر ميسور الحال، وتجده يحمل طفله هدايا لزملائه بأكثر من 5000 درهم، وتبدأ هنا معركة المقارنات، والمطالبات لدى الأطفال.
الأطفال في الصفوف الأولى يحتاجون إلى رقابة وتربية وتفهيم لبعض أمور الحياة بقدر حاجتهم إلى التعليم نفسه، وعلى المدارس توفير ذلك، والابتعاد عما ينغص صفوة حياة الأولاد وأهاليهم.
[email protected]

عن الكاتب

مساعد مدير التحرير، رئيس قسم المحليات في صحيفة الخليج

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"