صعد الاتحاد الأوروبي، أمس الثلاثاء، لهجته تجاه إسرائيل، وبدأ خطوات عملية لملاحقتها بسبب ارتكابها مزيداً من المجازر المروعة والتجويع، ومماسة ضغوط مشددة عليها لإدخال المساعدات الإنسانية ووقف الحرب على قطاع غزة، واتفق وزراء خارجية الاتحاد على مراجعة اتفاق الشراكة مع إسرائيل، بالتزامن مع تصعيد أكثر حدة من جانب بريطانيا التي استدعت السفيرة الإسرائيلية لديها وقررت تعليق اتفاقية التجارة الحرة مع تل أبيب، في وقت اعتبرت قطر مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة لم تسفر عن شيء بسبب خلافات جذرية، في حين أعلنت إسرائيل دخول 93 شاحنة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة إلى غزة.
وأعلن وزير الخارجية ديفيد لامي، أمس الثلاثاء، تعليق مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل، وفرض عقوبات جديدة على مستوطنين في الضفة الغربية احتجاجاً على ممارساتها في قطاع غزة. كما أعلن لامي أن وزارته استدعت السفيرة الإسرائيلية تسيبي هاتوفيلي رداً على تكثيف إسرائيل غاراتها وتوسيع عملياتها العسكرية في القطاع الفلسطيني المحاصر، مع استمرار الحرب الدائرة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023. وفي حين طالب برلمانيون بريطانيون حكومتهم بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وحق الفلسطينيين في تقرير المصير، ردّ وزير الخارجية البريطاني قائلاً: «نحن بالفعل ندرس الاعتراف بالدولة الفلسطينية ونبحث ذلك مع الشركاء».
وقالت بريطانيا، أمس الثلاثاء إنها فرضت عقوبات على عدد من الأفراد والكيانات في الضفة الغربية لارتباطهم بأعمال عنف ضد الفلسطينيين. وبموازاة ذلك، قالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، أمس الثلاثاء، إن الاتحاد الأوروبي سيطلق مراجعة لاتفاق الشراكة مع إسرائيل على ضوء المستجدات الأخيرة في قطاع غزة.
وقالت في ختام اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «لدينا غالبية قوية مؤيدة لمراجعة البند الثاني (حول احترام حقوق الإنسان) من اتفاق الشراكة مع إسرائيل. إذاً سنباشر هذا الأمر». وأكدت كالاس أن القرار يمكن العدول عنه والتقدم في هذا يعتمد على إسرائيل. وكانت هولندا طلبت مراجعة اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وكذلك، قالت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينرغارد إن بلادها ستتحرك داخل الاتحاد الأوروبي للضغط من أجل فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين معينين بسبب معاملة إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين في غزة. وقالت وزيرة الخارجية في بيان: «طالما أننا لا نرى تحسناً واضحاً في وضع المدنيين في غزة، فنحن بحاجة إلى تصعيد لهجتنا. لذلك، سنضغط الآن أيضاً من أجل أن يفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على وزراء إسرائيليين بعينهم»، مضيفة أن المسؤولين المستهدفين سيكونون موضوع نقاش داخل الاتحاد الأوروبي.
وفي الإطار ذاته، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، أمس الثلاثاء إن باريس عازمة على الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكداً أن ذلك يصب في مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وقال بارو لإذاعة «فرانس إنتر»: «لا يمكننا أن نترك لأطفال غزة إرثاً من العنف والكراهية. لذلك، يجب أن يتوقف كل هذا، ولهذا السبب نحن عازمون على الاعتراف بدولة فلسطين».
من جهة أخرى، اعتبر رئيس الوزراء القطري، أمس الثلاثاء، أن تصعيد إسرائيل لعملياتها في غزة هو سلوك «عدواني» يؤدي إلى تقويض جهود السلام في القطاع، بعد إفراج حركة حماس عن الرهينة الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر. وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في افتتاح منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة إنه «عندما أُطلق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، ظننا أن تلك اللحظة ستفتح باباً لوقف هذه المأساة إلا أن الرد كان بموجة قصف أشد عنفاً»، مضيفاً: «هذا السلوك العدواني غير المسؤول يقوض كل فرصة ممكنة للسلام». وقال رئيس الوزراء القطري إن المفاوضات في الدوحة خلال الأسبوعين الماضيين «لم تفض إلى أي شيء حتى الآن، لوجود فجوة جوهرية بين الطرفين». وأضاف أن «أحد الطرفين يبحث عن اتفاق جزئي قد يؤدي إلى اتفاق شامل، بينما يبحث الطرف الآخر عن اتفاق لمرة واحدة فقط... لإنهاء الحرب وتحرير جميع الرهائن. لم نتمكن من سد هذه الفجوة الجوهرية».
وفي تطور لاحق، قرر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سحب معظم أعضاء الوفد التفاوضي من الدوحة، مع الإبقاء على طاقم فــني مصـــغّر، في خطوة تهدف إلى إيصال رسالة لواشنطن بأن «تل أبيب مستعدة لمواصلة التفاوض».
وعلى صعيد متصل، أكد مسؤولان في البيت الأبيض لموقع «أكسيوس» أن الرئيس دونالد ترامب يشعر بالإحباط من الحرب الدائرة في غزة. وعبر عن انزعاجه من صور معاناة الأطفال الفلسطينيين، وطلب من مساعديه إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رغبته في إنهاء الأمر. ونقل الموقع عن مصدر مسؤول: «الرئيس (ترامب) محبط مما يحدث في غزة. يريد إنهاء الحرب، ويريد عودة الرهائن إلى ديارهم، ويريد دخول المساعدات، ويريد البدء في إعادة إعمار غزة».
في غضون ذلك، أعلنت إسرائيل أن 93 شاحنة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة دخلت، أمس الثلاثاء، إلى غزة غداة تأكيد الأمم المتحدة حصولها على إذن بإرسال معونات للمرة الأولى منذ فرض إسرائيل حصاراً مطبقاً على القطاع في الثاني من آذار/مارس. وكان متحدث باسم الأمم المتحدة في جنيف أعلن في وقت سابق، أمس الثلاثاء، أن المنظمة الدولية حصلت من إسرائيل على إذن بإدخال «نحو 100 شاحنة» مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر والذي يتضور أهله جوعاً. (وكالات)
عادي
حملة أوروبية على إسرائيل.. وبريطانيا تعلق التجارة وتفرض عقوبات
21 مايو 2025
01:42 صباحا
قراءة
4
دقائق
المزيد من الملف
عناوين متفرقة
قد يعجبك ايضا







