حذَّر المقرر الخاص الأممي المعني بالحق في الغذاء، من أن عدم دخول المساعدات إلى غزة الآن سيتسبب في موت 14 ألف طفل، في وقت أحصى مسؤولو الصحة في القطاع المدمر مقتل 16 ألف طفل منذ اندلاع الحرب، في القطاع الذي بات «مقبرة للأطفال»، في وقت تواصلت فيه الغارات الإسرائيلية مودية بحياة 52 فلسطينياً الخميس، بينما واجه 14 حياً في شمالي غزة إنذارات بالإخلاء الفوري.
- كسر الحصار
ونقلت صحيفة «الجادريان» البريطانية، عن المقرر الأممي للحق في الغذاء مايكل فخري دعوته الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى كسر الحصار ووقف تجويع 2.3 مليون فلسطيني، متهماً إسرائيل باستخدام الجوع سلاحاً ضد المدنيين في غزة خلال الحرب الجارية منذ 19 شهراً.
وكتب فخري: «بصفتي مقرراً خاصاً للأمم المتحدة معنياً بالحق في الغذاء، شاهدتُ لمدة 19 شهراً إسرائيل تُجوّع الأطفال. على العالم أن يتحرّك الآن»، معتبراً أن«خطة المساعدات الإسرائيلية مصممة لتهجير الفلسطينيين قسراً وتجميعهم في جنوب غزة وكل ذلك تحت مراقبة دقيقة من القوات المسلحة الإسرائيلية».
من جهته، أكد المدير العام لوزارة الصحة في غزة منير البرش، أن 16 ألف طفل قتلوا منذ بدء الحرب في 2023، لافتاً إلى ازدياد عدد المصابين جرَّاء الضربات الإسرائيلية إلى 122 ألف جريح وأوضح البرش أن ضربات الجيش الإسرائيلي أخرجت حوالي 22 مستشفى عن الخدمة من أصل 38 في القطاع الذي يعاني سكانه من انعدام الخدمات الصحية وقلة المساعدات الإنسانية، فيما تتواصل الضربات الإسرائيلية على مختلف مناطقه ليل نهار.

- إنذارات بالإخلاء
والخميس، قتل 52 فلسطينياً، إثر غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة في غزة، بينما وجّه الجيش الإسرائيلي إنذاراً بالإخلاء الفوري لـ14 حياً في شمال غزة من بينها بيت لاهيا ومخيم جباليا.
وجاء التحذير بعد إعلان الأمم المتحدة الأربعاء، أن فرقها داخل غزة تسلّمت مساعدات إنسانية تعادل زنتها حمولة 90 شاحنة وباشرت إرسالها إلى أنحاء مختلفة من القطاع لتوزيعها، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ شهرين ونصف شهر عندما أطبقت إسرائيل حصارها للقطاع.
ووسط ضغط دولي لإنهاء الحصار ووقف القتال في غزة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء: إنه مستعد للاتفاق على تهدئة موقتة في غزة، لكنه قال أيضاً: إن غزة ستكون بالكامل تحت السيطرة الإسرائيلية بعد انتهاء الحرب.
وبعد ثلاثة أيام من إعلان إسرائيل استئنافها بصورة محدودة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: «إنّ الأمم المتّحدة تسلّمت يوم الأربعاء في 21 مايو/أيار حمولة نحو 90 شاحنة في معبر كرم أبو سالم وأرسلتها إلى غزة».
- كارثة إنسانية
وبحسب شهود، تصطف مئات الشاحنات المحمّلة مساعدات غذائية وإغاثية في الجانب المصري من معبر رفح الحدودي الذي تغلقه إسرائيل كلياً منذ أكثر من عام، في انتظار السماح لها بدخول غزة ويواجه قطاع غزة أزمة إنسانية كارثية ونقصاً في المواد الأساسية من غذاء وماء ومستلزمات صحية ووقود.
وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية وعملياتها البرية في غزة وأعلنت عزمها السيطرة على كامل القطاع.
وقالت منظمات غير حكومية: إن كمية المساعدات التي دخلت غير كافية بتاتاً، بينما تحدثت الأمم المتحدة عن صعوبات في توزيعها.
وشوهدت أكياس من الدقيق تم تسليمها مؤخراً إلى مخبز بمدينة دير البلح وسط القطاع، حيث بدأ العمال بعجن وتشكيل وخبز وتغليف كومة تلو أخرى من الخبز.
وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين: «بدأت بعض المساعدات تصل أخيراً إلى سكان غزة المحتاجين بشدة لكنها تتدفق ببطء شديد». وأضافت: «إن الكمية لا تزال نقطة في بحر مقارنة بحجم الأزمة».

- ضغوط دولية
وتواجه إسرائيل ضغوطاً دولية متزايدة لوقف الحرب، وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس الثلاثاء: إن الاتحاد الأوروبي سيطلق مراجعة لاتفاق الشراكة مع إسرائيل في ضوء المستجدات في غزة.
وحضّت السويد الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على «بعض الوزراء الإسرائيليين الداعمين للاستيطان»، مندّدة بـ«مواصلة الحكومة الإسرائيلية مفاقمة الوضع».
ومنذ بدء الحرب في القطاع في العام 2023، بلغ عدد القتلى في غزة 53762، وفقاً لأحدث حصيلة أوردتها وزارة الصحة، بينهم 3613 قتيلاً على الأقل منذ استئناف إسرائيل ضرباتها في 18 مارس/ آذار الماضي، بعد هدنة هشة استمرت شهرين.