غزة - أ.ف.ب
قُتِل 52 فلسطينياً على الأقل، الخميس، إثر غارات إسرائيلية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، بينما وجّه الجيش الإسرائيلي إنذاراً بالإخلاء الفوري لـ14 حياً في شمال غزة من بينها بيت لاهيا ومخيم جباليا.
وجاء التحذير بعد إعلان الأمم المتحدة، الأربعاء، أن فرقها داخل قطاع غزة تسلّمت مساعدات إنسانية تعادل زنتها حمولة 90 شاحنة وباشرت إرسالها إلى أنحاء مختلفة من القطاع لتوزيعها، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ شهرين ونصف شهر عندما أطبقت إسرائيل حصارها على القطاع.
ووسط ضغط دولي لإنهاء الحصار ووقف القتال في قطاع غزة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء: إنه مستعد للاتفاق على «تهدئة مؤقتة» في غزة، لكنه قال أيضاً: إن غزة ستكون بالكامل تحت السيطرة الإسرائيلية بعد انتهاء العملية العسكرية الموسّعة.
وقال محمد المغير مدير الإمداد الطبي في الدفاع المدني: «52 ضحية وعشرات المصابين إثر غارات جوية شنها الاحتلال على مناطق عديدة بقطاع غزة منذ فجر اليوم» ودعا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي في منشور على منصة «إكس» إلى إخلاء 14 حياً في شمال قطاع غزة.
وجاء الإنذار، الخميس، غداة إطلاق مقذوفات من غزة على إسرائيل، سقط بعضها داخل القطاع ومساء الأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي: إنه اعترض مقذوفاً أطلق من شمال قطاع غزة.
وفي بيان لاحق وبعد دوي صفارات الإنذار مجدداً في عدة مستوطنات في جنوب إسرائيل، قال الجيش إنه «رصد ثلاثة مقذوفات أطلقت من شمال قطاع غزة، لم تعبر إلى الغلاف وسقطت داخل قطاع غزة». وأكد الجيش عدم تسجيل إصابات.
حمولة 90 شاحنة
وبعد ثلاثة أيام من إعلان إسرائيل استئنافها بصورة محدودة إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: «إنّ الأمم المتّحدة تسلّمت يوم الأربعاء في 21 أيار/ مايو حمولة نحو 90 شاحنة في معبر كرم أبو سالم وأرسلتها إلى غزة».
وبحسب شهود، تصطف مئات الشاحنات المحمّلة مساعدات غذائية وإغاثية في الجانب المصري من معبر رفح الحدودي الذي تغلقه إسرائيل كلياً منذ أكثر من عام، في انتظار السماح لها بدخول غزة.
وأكد نتنياهو أن على إسرائيل «تجنب أزمة إنسانية» في غزة لتحتفظ بحرية التحرك العسكري داخل القطاع.
ويواجه قطاع غزة أزمة إنسانية كارثية ونقصاً في المواد الأساسية من غذاء وماء ومستلزمات صحية ووقود.
وكثفت إسرائيل غاراتها الجوية وعملياتها البرية في قطاع غزة وأعلنت عزمها السيطرة على «كامل» القطاع.
وفي مستشفى شهداء الأقصى، قال فادي أبو خوصة خلال تشييع جثامين أقربائه الذين قتلوا في غارة على دير البلح «قصفوا البيت» وأضاف: «في الساعة الثانية قصفوا البيت وسقطت علينا الخيمة والركام والشظايا وأصبت بجروح طفيفة والشاب الذي بجانبي لم يصب بأذى».
وقالت منظمات غير حكومية: إن كمية المساعدات التي دخلت غير كافية بتاتاً، بينما تحدثت الأمم المتحدة عن صعوبات في توزيعها وقال حسام أبو عبدة بحسرة: «قلبي يحترق على أولادي، أخشى عليهم من الجوع والمرض أكثر من القصف الإسرائيلي». وأضاف أبو عبدة (38 عاماً) النازح من بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع المحاصر والمدمّر إلى مدينة غزة: «إن المساعدات تبدو كأنها نقطة ماء الحياة الأخيرة»، مضيفاً: «الجوع ذبحنا».
«بلا هوادة»
وتقول إسرائيل: إنّ حصارها لغزة وتوسيع عملياتها يهدفان إلى إجبار حركة حماس على إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالوا محتجزين في القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 لكنها واجهت أخيراً ضغوطاً متزايدة حتى من حلفائها للسماح بإدخال المساعدات ووقف القتال.
وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، الثلاثاء: إن الاتحاد الأوروبي سيطلق مراجعة لاتفاق الشراكة مع إسرائيل في ضوء المستجدات الأخيرة في قطاع غزة. وردّت إسرائيل بعنف على انتقادات الاتّحاد الأوروبي، معتبرة أنّ الأوروبيين يعانون من «سوء فهم تامّ للواقع المعقّد الذي تواجهه».
وحضّت السويد الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على «بعض الوزراء الإسرائيليين» الداعمين «للاستيطان المخالف للقانون»، مندّدة بـ«مواصلة الحكومة الإسرائيلية مفاقمة الوضع».