القاهرة ـ (رويترز)
قال مسؤولون فلسطينيون إنه سيبدأ وصول الدقيق (الطحين) وغيره من المساعدات الغذائية إلى بعضٍ من أشد سكان غزة احتياجاً، الخميس، بعد أن سمحت إسرائيل بدخول بعض الشاحنات إلى القطاع، لكن الكمية لا تكفي إطلاقاً لتعويض النقص الناجم عن الحصار المستمر منذ 11 أسبوعاً.
وقالت إسرائيل، إنها سمحت بدخول 100 شاحنة محملة أيضاً بأغذية الأطفال ومعدات طبية إلى القطاع، الأربعاء، بعدما أعلنت قبل يومين عن أول تخفيف للقيود تحت ضغط دولي متزايد.
ومنعت إسرائيل في مارس/ آذار دخول أي إمدادات للقطاع، واتهمت حركة حماس بالاستيلاء على المساعدات وتقديمها لمقاتليها، وهو ما تنفيه الحركة.
خطر المجاعة في غزة:
وذكرت الأمم المتحدة أن ربع سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريباً، معرّضون لخطر المجاعة.
وقال أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة: «بعض المخابز راح تستلم طحين اليوم لتبدأ في إنتاج الخبز، والتوزيع راح يبدأ بعدها خلال اليوم».
وذكر أنه لم يدخل القطاع إلا 90 شاحنة فقط. وأوضح، «أثناء وقف إطلاق النار كان في 600 شاحنة بيدخلوا غزة كل يوم، وهذا معناه إنه الكميات الحالية هي نقطة في محيط أو فعلياً لاشيء».
وأضاف أن المخابز المدعومة من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ستتولى إنتاج الخبز، ويقوم موظفو البرنامج بتوزيعه، وهو نظام محكم أكثر من ذي قبل عندما كانت المخابز تبيعه مباشرة للسكان بسعر أقل.
واستطرد الشوا يقول: «الفكرة هي محاولة الوصول للعائلات الأكثر احتياجاً والأمسّ حاجةً للطعام، هذه فقط البداية».
تقارير حول ضربات إسرائيلية:
مع وصول أولى شحنات المساعدات منذ فرض الحصار، ذكرت سلطات الصحة في غزة أن ضربات عسكرية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 35 على الأقل في أنحاء القطاع اليوم الخميس.
ولم يصدر أي تعليق بعد من الجيش الإسرائيلي على هذه التقارير. وقال الجيش مراراً، إنه يسعى لتجنب مقتل أو إصابة المدنيين ويستهدف المسلحين.
وقالت وزارة الصحة في غزة، إن قذيفة من دبابة أصابت مستودع أدوية داخل مستشفى العودة في بيت لاهيا على الطرف الشمالي لقطاع غزة، وأدت إلى اشتعال النيران فيه. وأضافت أن عمال الإنقاذ يحاولون إخماد النيران منذ ساعات.
دبابات متمركزة:
ويقول مسعفون، إن الدبابات متمركزة أمام المستشفى، مما يحول دون الوصول إلى المنشأة.
ولم يعد نظام الرعاية الصحية في غزة قادراً على العمل تقريباً، مع تعطل معظم المرافق الطبية بسبب الضربات العسكرية الإسرائيلية المتكررة، والغارات وحظر دخول الإمدادات الطبية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، إن إسرائيل ستكون منفتحة على وقف مؤقت لإطلاق النار لإتاحة عودة الرهائن الذين يحتجزهم مقاتلو حماس. ولكن إذا لم تتم إعادتهم فستمضي في حملة عسكرية للسيطرة بالكامل على غزة.
ورداً على تصريحات نتنياهو، قال سامي أبوزهري، المسؤول البارز في حماس: «نتنياهو ما زال يمارس المراوغة والإصرار على مواصلة الحرب، ولا قيمة لأي اتفاق لا يوقف المجازر في غزة بشكل دائم».
وأطلقت إسرائيل حملتها في غزة، رداً على هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والذي تقول الإحصاءات الإسرائيلية إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، واقتياد 251 رهينة إلى غزة.
وتقول سلطات الصحة في غزة، إن الحملة الإسرائيلية أدت منذ ذلك الحين إلى مقتل أكثر من 53600 فلسطيني، وتدمير القطاع الساحلي؛ حيث تقول منظمات الإغاثة، إن أعراض سوء التغذية الحاد منتشرة على نطاق واسع.