عادي

«عربات جدعون» الإسرائيلية تقطع أوصال غزة

00:44 صباحا
قراءة 4 دقائق

وسعت إسرائيل حربها العدوانية، المعروفة باسم «عربات جدعون» داخل قطاع غزة، عبر توغلات عسكرية متزامنة تحت قصف جوي ومدفعي مكثّف لتقطيع أوصال غزة، حيث طال مختلف المناطق، بما في ذلك الملاجئ والمراكز الطبية والمنازل السكنية، وارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة جديدة في جباليا، وأوقع عشرات القتلى والجرحى في بقية أنحاء القطاع، بينما أكدت مقررة أوروبية أن أفعال إسرائيل بغزة تشير إلى إبادة جماعية وتطهير عرقي، في وقت تتفاقم فيه الكارثة الإنسانية،  وحذرت منظمة الصحة العالمية من انهيار وشيك للنظام الصحي بغزة، في حين شبهت وكالة «الأنروا» المساعدات التي دخلت قطاع بمن يبحث عن إبرة في كومة من القش.
ارتفعت حصيلة الحرب الإسرائيلية على غزة، أمس الجمعة، إلى 53822 قتيلاً، و122382 مصاباً، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، فيما أُصيب 3 من الطواقم الطبية العاملة في مستشفى العودة بتل الزعتر شمالي القطاع في قصف استهدف المشفى الذي ناشدت إدارته المؤسسات الأمميّة التدخل لإخماد حريق مشتعل منذ يوم الخميس، بمستودع الأدوية، جراء قصف إسرائيلي. وذكرت مصادر إعلام فلسطينية صباح أمس الجمعة أن الجيش الإسرائيلي فجر روبوتاً قرب مستشفى العودة في منطقة تل الزعتر، ما تسبب في أضرار جسيمة بالمبنى، كما أدى قصف آخر إلى اندلاع حريق كبير في مستودع الأدوية التابع للمستشفى.


ووصل إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الماضية، 60 قتيلاً، و185مصاباً، نتيجة المجازر والاستهدافات الإسرائيلية المتواصلة، بحسب وزارة الصحة في غزة. وأعلن الدفاع المدني في غزة، أن نقص المعدات الثقيلة تسبب في وقف عمليات البحث تحت أنقاض منزل دمرته غارة إسرائيلية ما أسفرت عن مجزرة مروعة، في جباليا شمال القطاع. وقال الدفاع المدني في بيان، إن «طواقمه انتشلت جثامين 4 ضحايا وأنقذت 6 آخرين من تحت أنقاض المنزل المكون من أربعة طوابق»، مؤكداً أنه «لا يزال أكثر من 50 مواطناً في عداد المفقودين، وسط عجز تام عن الوصول إليهم بسبب غياب الإمكانيات الفنية اللازمة».
ومن جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية إن 94% من جميع مستشفيات قطاع غزة تم تدميرها أو تضررت. وحذرت من انهيار وشيك للنظام الصحي في قطاع غزة. وكان رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس حض إسرائيل يوم الخميس على التحلي «بالرحمة» في حرب غزة وإنهاء «التدمير المنهجي» للنظام الصحي في القطاع الفلسطيني، مشدداً على أن السلام سيكون في صالحها. 
من جهة أخرى، قال المفوض العام لوكالة «الأونروا» فيليب لازاريني إن إمدادات الطعام لأطفال غزة نفدت ومات كبار السن بسبب نقص الأدوية. وأكد أن سكان قطاع غزة عانوا الجوع والحرمان من أساسيات الحياة لأكثر من 11 أسبوعاً. وأضاف أن المساعدات التي تصل الآن إلى قطاع غزة أشبه بإبرة في كومة قش. وقال إن تدفق المساعدات بشكل هادف ومتواصل هو السبيل الوحيد لمنع تفاقم الكارثة الحالية. وأكد أن أقل ما نحتاج اليه هو 500 أو 600 شاحنة يومياً تدار من خلال هيئات أممية بينها الأونروا. وقال انه يجب تغليب إنقاذ الأرواح على الأجندات العسكرية والسياسية. وكان الجيش الإسرائيلي قال إن 107 شاحنات مساعدات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إغاثة أخرى تحمل طحينا وغذاء ومعدات طبية وأدوية دخلت قطاع غزة أمس الأول الخميس. وقال مسؤولون من حركة «حماس» امس الجمعة إن ستة فلسطينيين على الأقل قتلوا في غارات جوية إسرائيلية خلال تأمينهم شاحنات المساعدات من اللصوص، مما يسلط الضوء على المشاكل التي تعيق وصول الإمدادات إلى الجوعى في قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية أمس الجمعة إن شاحنات المساعدات التي سمحت إسرائيل بدخولها إلى قطاع غزة هذا الأسبوع «قليلة جدا ومتأخرة جدا». وأضاف «هذا قليل جدا ومتأخر جدا وبطيء جدا.. يتعلق الأمر الآن بزيادتها بشكل كبير... وضمان وصول هذه المساعدات إلى الناس حتى تنتهي المعاناة في قطاع غزة».
إلى ذلك، أكدت المقررة الهولندية للجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا ساسكيا كلويت، أمس الجمعة، أن أفعال إسرائيل في غزة تشير إلى «إبادة جماعية وتطهير عرقي». وأكدت في بيان، أن المذبحة الراهنة في غزة مأساة من صنع الإنسان، مشيرة إلى تدهور الوضع في المنطقة بشكل يفوق التوقعات. وأكد كلويت أن «الكمية القليلة من المساعدات التي سمحت الحكومة الإسرائيلية بدخولها إلى غزة لم تكن كافية لإطعام الناس في المنطقة ولم تصل إلى الفئات الأكثر فقرا، الأطفال يموتون من الجوع»، مؤكدة ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية دون شروط وبكميات كافية.
في غضون ذلك، حذرت حركة «حماس» من استمرار إسرائيل في تنفيذ «هندسة التجويع» في غزة عبر تقنين دخول المساعدات وربطها بشروط أمنية وسياسية تمهيدا لفرض واقع جديد وإقامة معسكرات اعتقال جنوبي القطاع. وجاء في بيان الحركة: «الجيش الإسرائيلي يواصل هندسة التجويع في غزة والمساعدات الحالية لا تمثل سوى قطرة في محيط الاحتياجات الإنسانية». وأضاف البيان أن «خطة مساعدات الغيتو محاولة لتجميل جريمة الإبادة ولن تعفي إسرائيل من المسؤولية.. نحذر من مخطط إقامة معسكرات اعتقال جنوب القطاع تحت غطاء المساعدات وهو مخطط لن يكتب له النجاح». (وكالات)

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"