عادي
مئات الضحايا والمصابين في غارات بأنحاء غزة.. و70 ألف طفل يعانون سوء التغذية

إسرائيل توظف سلاح التجويع وقطع المساعدات لتحقيق أهداف الحرب

01:44 صباحا
قراءة 3 دقائق

كثف الجيش الإسرائيلي، أمس السبت، عرقلته لوصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين في أنحاء قطاع غزة، بالتزامن مع قصف مكثف خلف نحو 300 قتيل وجريح، فيما يتزايد خطر المجاعة مع تعرض أطنان المساعدات للتلف نتيجة منع إدخالها إلى القطاع وسط اتهامات لإسرائيل باستخدام سلاح التجويع ومنع وصول المساعدات لتحقيق أهداف الحرب، فيما قالت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان: «إن هجوم إسرائيل على غزة يرقى إلى تطهير عرقي»، في ظل أوضاع ميدانية تزداد سوءاً في كل لحظة.
قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: إن الجيش الإسرائيلي يمنع منظمات الإغاثة من توزيع المساعدات الإنسانية بشكل مباشر على النازحين، مشيراً إلى أن أطنان المساعدات تتعرض للتلف نتيجة منع إدخالها وأشار المكتب إلى أن إسرائيل واصلت إغلاق المعابر لليوم 84، أمس السبت، واستمرت في منع إدخال المساعدات الإنسانية والغذاء والبضائع وذكر أن «منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع عمداً تسبب في تعطيل المرافق الحيوية، وفي مقدمتها المستشفيات والمخابز التي يعتمد عليها الفلسطينيون للبقاء على قيد الحياة».
أوضح التقرير الحكومي أن أكثر من 300 حالة إجهاض سُجلت بين النساء الحوامل، نتيجة لنقص حاد في العناصر الغذائية الأساسية، مثل الحديد وحمض الفوليك.
ومع تصاعد الضغط لإدخال المزيد من المساعدات، تسعى إسرائيل إلى فرض آلية بديلة لتوزيع المساعدات عبر مراكز تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي، الأمر الذي من شأنه إقصاء فئات واسعة من السكان ولا سيما ذوي الإعاقة وكبار السن، عن تلقي المساعدات الضرورية.
وأكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني أن مخطط الإمداد الإسرائيلي المقترح لن ينجح ويأتي ذلك مع بدء دخول عدد قليل من شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم. وقال لازارني في منشور أوردته الأونروا على صفحتها بموقع فيسبوك، أمس السبت، «ليس من الممكن لمنظمة إنسانية تحترم حقاً المبادئ الإنسانية الأساسية أن تلتزم بمثل هذا المخطط» كما رأى أن مثل هذا النموذج لن ينجح، معتبراً أنه «وضع لدعم هدف عسكري أكثر منه قلق إنساني حقيقي».
وفي سياق متصل، أعلنت وسائل إعلام عبرية، تأجيل تطبيق الخطة الأمريكية لتوزيع المساعدات بقطاع غزة حتى غد الاثنين أو الثلاثاء بسبب مشاكل لوجستية وأوضحت المصادر أن تل أبيب تتوقع أن تصبح الانتقادات الموجهة نحوها أقل مع بدء تطبيق الخطة الأمريكية.
ودعت منظمات الإغاثة الدولية إلى اتخاذ إجراءات فورية لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود إلى قطاع غزة.
وأكد برنامج الأغذية العالمي أن هناك حاجة ماسة إلى تمويل قدره 265 مليون دولار لدعم العمليات الإنسانية في غزة والضفة الغربية خلال الأشهر الستة المقبلة، مشيراً إلى أن نحو مليوني شخص معرضون لخطر الجوع الشديد والمجاعة في حال عدم اتخاذ إجراءات فورية وأكد البرنامج أن أكثر من 70 ألف طفل في غزة يواجهون مستويات حادة من سوء التغذية وأضاف: «نستغل كل فرصة لتقديم المساعدات الغذائية إلى غزة لكن ما يتم تقديمه لا يكفي ونحتاج إلى وصول فوري وآمن وبدون قيود للمساعدات لتفادي المجاعة وإنقاذ الأرواح».
من جانب آخر وسّع الجيش الإسرائيلي من عملياته البرية في مناطق التوغل شمال القطاع، مطالباً سكان منطقة الصفطاوي شمال غرب غزة بالإخلاء الفوري، في خطوة تشير إلى التمهيد لإنشاء محور عسكري جديد مشابه لما يُعرف ب«محور موراج» الذي أنشئ في جنوب القطاع في وقت سابق.
وقتل 79 فلسطينياً وأصيب 211 بجروح خلال 24 ساعة بين الجمعة والسبت جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أمس السبت، مقتل 44 فلسطينياً في غارات للاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، 25 منهم جنوبي القطاع.
وتعرض عشرات الفلسطينيين لقصف إسرائيلي أثناء انتظارهم مرور شاحنات المساعدات على الطريق الساحلي غرب خان يونس.
وتمكن طاقم منظمة الصحة العالمية من إجلاء عدد من المصابين من مستشفى العودة الذي تعرض للقصف الإسرائيلي صباح أمس في مخيم جباليا.
من جهة أخرى، اعترف عدد من الجنود الإسرائيليين بأن قادة في الجيش أصدروا أوامر باستخدام فلسطينيين دروعاً بشرية وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس» وقال الجنود، في شهاداتهم: إن القوات الإسرائيلية تُجبر الفلسطينيين بشكل منهجي على العمل كدروع بشرية في غزة وتُرسلهم إلى المباني والأنفاق بحثاً عن متفجرات أو مسلحين. وشددوا على أن هذه الممارسة الخطيرة أصبحت شائعة خلال الحرب المستمرة منذ قرابة 20 شهراً وقال جنديان إسرائيليان وثالث قدم شهادة لمنظمة «كسر الصمت»: «إن القادة كانوا على دراية باستخدام الفلسطينيين دروعاً بشرية وتسامحوا مع ذلك، بل أصدر بعضهم أوامر بذلك». (وكالات)

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"