الإمارات.. والانتهاكات الإسرائيلية

00:13 صباحا
قراءة دقيقتين

لأن ممارسات إسرائيل تجاوزت كل حد، ولأنها خرجت على كل القوانين والأعراف الإنسانية والقانونية والدينية، ولأنها باتت دولة يرفضها الرأي العام العالمي، جراء حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني منذ قيامها قبل 76 عاماً حتى الآن، ولأنها حولت غزة على مدى 600 يوم إلى مقبرة، وشعبها إلى قتلى وجياع ومشردين، ولأن حكومتها بقيادة بنيامين نتنياهو لا تراعي حرمة المقدسات، إسلامية كانت أو مسيحية، فقد عمدت وزارة الخارجية الإماراتية إلى استدعاء السفير الإسرائيلي.
هذا الاستدعاء هدفه إدانتها الشديدة للانتهاكات والممارسات المشينة والمسيئة ضد الأشقاء الفلسطينيين التي شهدتها باحات المسجد الأقصى والحي الإسلامي في المدينة القديمة، إثر قيام وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير النقب والجليل إسحاق فاسرلاوف وأعضاء في الكنيست من حزب الليكود والمجموعات اليهودية والصهيونية الدينية باقتحام ساحات المسجد الأقصى مع المئات من اليهود المتطرفين يوم الاثنين الماضي بمناسبة ما يسمى «مسيرة الأعلام»، حيث رقصوا رقصات استفزازية ولوحوا بالأعلام الإسرائيلية، ورددوا هتافات «الموت للعرب» و«سنسوي غزة بالأرض»، وجرى كل ذلك تحت حماية المئات من رجال الشرطة. كما أقدم هؤلاء على الاعتداء على الفلسطينيين في منطقة باب العمود.
وبالتزامن مع انتهاك حرمة المسجد الأقصى، عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعاً استثنائياً في بلدة سلوان في القدس القديمة بمناسبة ذكرى احتلال الشطر الشرقي من المدينة المقدسة عام 1967، حيث أعلن نتنياهو أن حكومته ستحافظ على القدس «موحدة تحت سيادة إسرائيل». في حين قاد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تظاهرة أخرى أمام حائط البراق المبارك، حيث أعلن «نحن لا نخاف من كلمة احتلال»، وأضاف «نحن نحتل أرض إسرائيل، ونحرر غزة ونستوطنها، وننتصر على العدو».
كان موقف دولة الإمارات إزاء هذه الممارسات واضحاً وصريحاً حيث اعتبرتها «استفزازاً وتحريضاً خطراً تجاه المسلمين، وانتهاكاً صارخاً لحرمة المدينة المقدسة»، مشددة على أن الاعتداءات المتكررة من قبل المتطرفين الإسرائيليين، وما يترافق معها من تحريض على العنف والكراهية تشكل حملة متطرفة وممنهجة لا تستهدف الشعب الفلسطيني فحسب، بل المجتمع الدولي بأسره ما يؤدي إلى تصعيد التوترات في وقت يتطلب التركيز على إنهاء المأساة في قطاع غزة.
ولأن الانتهاكات الإسرائيلية ضد المقدسات الإسلامية، خصوصاً المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول الكريم، تعد تحدياً لمشاعر أكثر من ملياري مسلم في العالم، فإن دولة الإمارات حمّلت الحكومة الإسرائيلية المسؤولية، وطالبتها بإدانة هذه الممارسات التحريضية، ومعاقبة المتسببين بها من دون استثناء الوزراء والمسؤولين، واتخاذ خطوات عاجلة لمنع استغلال القدس لأجندات العنف والتطرف والتحريض، ما يعمّق دائرة الكراهية والعنصرية وعدم الاستقرار.
ولأن ما تمارسه إسرائيل في فلسطين يخالف كل القوانين وقرارات الشرعية الدولية والقانون الإنساني، فإن دولة الإمارات تؤكد رفضها القاطع لكل الممارسات المخالفة للقرارات الدولية التي تهدد بالمزيد من التصعيد، وأهمية احترام الوضع القائم للمسجد الأقصى، وتوفير الحماية الكاملة لكل المقدسات الدينية في القدس، التي تعد رمزاً للسلام والتعايش.
هذه هي الإمارات.. دائماً مع فلسطين وشعبها.. مع الحق والعدالة، وترفض كل أشكال العدوان والعنصرية، وتتمسك بالشرعية الدولية والقوانين الإنسانية.

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"