التاريخ حافل بالأحداث والمغامرات، بعضها شائع ومعروف، والكثير منها يكتنفه الغموض. وفي رواية «الهامسات في أُذن الرّياح» من تأليف الكاتبة التركية رانا ديميريز وترجمة سارة إسماعيل أوغلو وإصدار الدار العربية للعلوم، تحملنا المؤلفة على أجنحة الخيال إلى ماضٍ بعيد، تُحاك فيه المؤامرات، وتُقاتل فيه فارسات جسورات...
ففي رحلة محفوفة بالأخطار والصعوبات، تمتطي ماهسيما خاتون صهوة فرسها بشجاعة، وتخوض للمرة الأولى تجربة القتال وحدها ببراعة.. إذ إن حاكمتها ماما خاتون تواجه مصيراً قاسياً، بعد أن سُلِب منها عرشها، ووُضِعت في زنزانة حقيرة لتعاني الذل والألم وحدها...
تُرى، هل ستنجح ماهسيما خاتون في إنقاذ حاكمتها وإعادتها إلى عرشها؟ أم ستقع في الأسر بدورها؟
من أجواء الرواية نقرأ:
«... لفتَت انتباهي مقالة مكتوبة عن المتعلقات الشخصية للسلطانات. لم تكن الفترة العثمانية ضمن مجال اهتمامي، هذا صحيح، لكن أليس الحريم موضوعاً يثيرُ فضول الجميع؟
نقرتُ على مقالة الباحث، وألقيتُ نظرة سريعة عليها. كان يعرض بعض المقتنيات الشخصية للسلطانة هُرَّم، فنزلتُ إلى الجزء الذي يحوي الصور. وفيما كنتُ على وشك إغلاق هاتفي، سمعتُ جرس آلةِ صُنْعِ القهوة، غير أنّني بقيتُ مشدوهةً أمام ما رأيتُه.
هل كانت رؤيتي مشوشةً من قلة النوم؟ أم كان عقلي يخدعني ويختلق؟ فإلى جانب بعض الزجاجات وعلبة، كانت صورتها هناك. إنّها نسخة مماثلة لليد نفسها التي تقبع على مكتبي. متى صارت من المقتنيات الشخصية للسلطانة هُرَّم؟ (...) وقلتُ وأنا أذرع الغرفة: «أظنني فقدتُ عقلي». كانت يدي فوق الطاولة، لذا قلتُ مجدّداً: «كيف ذلك؟».
المؤلفة
تخرّجت رانا ديميريز في جامعة كوتش في قسم تاريخ الفن، وأصبحت أصغر كاتبة في تركيا بعد أن كتبت أربع روايات وهي لم تبلغ السابعة عشرة بعد، وبدأت منذ العام 2010 بإلقاء محاضرات في ندوات أُجريت في العديد من الولايات والمدن التركية حول عادة القراءة، وحبَّ الكتاب، والنجاح من دون معاهد تقوية، والكتابة الإبداعية، وقد تابعت الدراسات العليا (الماجستير) في جامعة صبانجي في قسم التاريخ، وحظيت بجمهور واسعٍ من القرّاء من خلال رواياتها: «ليلة في آيا صوفيا»، و«أسبوع في الأندلس»، و«عامٌ في القصر».