هدايا القيادة وفرحة العيد

02:02 صباحا
قراءة دقيقتين

في الإمارات، لا تأتي الأعياد وحدها، بل تأتي ومعها يد حانية، وقرارات تفيض بالرحمة، وقلوب تنبض بحب الوطن وأبنائه، فيأتي العيد في كل عام بمظاهره الجميلة من التزاور، التكبير، التهاني، ضحكات الأطفال، ولمّة العائلة، لكنه هذا العام جاء ومعه فرحة من نوع مختلف، فرحة بحجم وطن، صنعها عطاء القيادة.
قبل أيام فقط من عيد الأضحى، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان – حفظه الله – بسداد مديونيات عدد من المواطنين المعسرين، وأعفى آخرين من قروض الإسكان، بما في ذلك كبار المواطنين والمتقاعدين وورثة المتوفين، تقديراً لعطائهم وحرصاً على استقرارهم وراحتهم، لم تكن تلك القرارات مجرد مبادرات، بل تعبير صادق عن شعور القيادة بمسؤوليتها الأبوية تجاه أبنائها، وحرصها الدائم على توفير الحياة الكريمة لكل مواطن مهما كانت ظروفه.
وفي موقف إنساني آخر يسبق العيد بأيام، أمر سموه بالإفراج عن المئات من نزلاء المنشآت العقابية، وسدّد عنهم ما عليهم من التزامات، لم تكن تلك فقط لفتة إنسانية مع اقتراب العيد، بل كانت تعبيراً عن قلب الأب الكبير، الذي لا ينسى أبناءه، ويختار أن يُعيد إليهم الأمل بنفسه، في اللحظة التي يحتاجون إليه فيها أكثر من أي وقت.
ولم تتوقف الهدايا هنا، بل جاءت الحزمة الإسكانية الأكبر، بقيمة تجاوزت 4.4 مليار درهم، والتي تشمل قروضاً جديدة، وتسهيلات سخية، وإعفاءات جزئية، وتمديد فترات السداد، ليصبح الحلم بالسكن واقعاً لا يحتاج إلى سنوات من الانتظار أو أعباء تعيق الاستقرار.
كل تلك القرارات لم تكن مجرد أرقام في نشرات الأخبار، بل كانت أفراحاً تناثرت في بيوت المواطنين، بكاء أم خُفّف عن ابنها، وابتسامة أب أُعفي من دين أثقله، وسجدة شكر في بيت عاد إليه الأمل بعد سنين من الانتظار.
في زمن يضيق فيه العالم على الناس، تتسع الإمارات بقراراتها، تبادر، تحتضن، وتسبق الحاجة، وحين تتزامن تلك المبادرات مع مناسبة بحجم عيد الأضحى، يتحول العيد من مظاهر فرح عابرة إلى مشاعر راسخة، تُذكّرنا بأننا نعيش في وطن ليس ككل الأوطان، فشكراً لقيادتنا الرشيدة التي كلما ضاقت الدنيا بأحد أبنائها فتحت له قلبها، واحتوته.
ومع كل هذه المبادرات الكريمة التي أثلجت القلوب، نتطلّع بكل احترام وأمل إلى أن تشمل قيادتنا الرشيدة بالإعفاء الكامل جميع المتقاعدين من القروض والديون، ليبدؤوا فصلاً جديداً من حياتهم بلا أعباء، يستمتعون فيه بثمار عطائهم الطويل، ويواصلون حياتهم بسكينة واستقرار، كما يليق بمن خدم الوطن بإخلاص، إنها ليست أمنية شخصية، بل أمنية لآلاف من الآباء والأمهات الذين أعطوا للوطن الكثير ويستحقون أن يُكملوا طريقهم براحة وأمان في وطن الخير. وكل عام وأنتم بخير.

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"