عادي

«الناتو»: العبقرية الأوكرانية أحيت «حصان طروادة» عبر «شبكة العنكبوت»

21:37 مساء
قراءة 3 دقائق
«الناتو»: العبقرية الأوكرانية أحيت «حصان طروادة» عبر«شبكة العنكبوت»

أكد قيادي في حلف شمال الأطلسي (ناتو) يشرف على الابتكار في ميدان المعركة لفرانس برس، أن على الجيوش الغربية أن تتعلّم من «الإبداع» الأوكراني، بما في ذلك عملية «شبكة العنكبوت» التي استخدمت فيها المسيّرات لشن ضربات في عمق الأراضي الروسية.

وقال القائد الأعلى للتحول في الناتو الأميرال الفرنسي بيار فاندييه في مقابلة إن «ما فعله الأوكرانيون في روسيا كان حصان طروادة، وحصان طروادة عُرف منذ آلاف السنوات».

وأضاف «اليوم، نرى هذا النوع من التكتيك يعاد ابتكاره بواسطة الإبداع التقني والصناعي».

ولفت فاندييه إلى أن العملية تظهر مدى أهمية الابتكار والتأقلم بالنسبة لتحقيق النصر، في وقت تتغيّر وسائل الحرب الحديثة بسرعة البرق.

وأضاف «كان انقلاباً حقيقياً.. ندخل حقبة ديناميكية حيث يتعيّن على الجيوش الاعتماد على التخطيط الرئيسي والتخطيط التكيفي في الوقت ذاته».

وتابع «سنشهد ابتكاراً متواصلاً حيث سيكون بإمكاننا أسبوعاً تلو الآخر وشهراً تلو الآخر وسنة تلو الأخرى، ابتكار أمور لم نكن نتوقعها».

«التحرك سريعاً»

وفي مواجهة التهديد الروسي، تبنى الناتو هذا الأسبوع أهدافاً جديدة لقدراته الدفاعية لضمان تمكنه من صد موسكو.

لكن أجهزة المخابرات الغربية حذّرت من أن الكرملين يعيد تشكيل قواته بوتيرة تتجاوز الناتو بأشواط، وقد يكون جاهزاً لمهاجمة الحلف في غضون أربع سنوات.

وقال فاندييه إن «الوقت عامل حاسم. علينا التحرّك سريعاً».

ورأى الأميرال الذي قاد في الماضي حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول أن على الناتو حشد قواته لثني أي عدو عن محاولة شن هجوم.

وأوضح «عندما تقول أدافع عن نفسي يجب أن تمتلك الأسلحة للدفاع. عندما تتحدث عن الردع، فيتعيّن أن تكون لديك أسلحة الردع».

وتابع «هذا ما يجب أن يمنع الحرب ويجعل العدو يفكر: لن أنتصر صباح الغد».

يتوقع أن تتفق بلدان الناتو الخاضعة لضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على زيادة كبيرة في أهداف إنفاقها الدفاعي خلال قمة في لاهاي هذا الشهر.

ومن المرتقب أن تشهد القمة زيادة كبيرة في الإنفاق على المعدات العسكرية.

لكن إذا كان بإمكان المسيّرات الأوكرانية التسبب بأضرار بمليارات الدولارات في القاذفات الروسية، فهل ما زال الاستثمار في الأنظمة باهظة الكلفة مجدياً؟.

أوضح فاندييه بهذا الصدد: «لن يقول لك أحد في المجال العسكري أن بإمكاننا الاستغناء عمّا نسيمها المعدات التقليدية.. لكن نحن متأكدون من أننا بحاجة إلى معدات جديدة تكون مكمّلة لها».

ويقول مسؤولون إن أكثر من 70 في المئة من ضحايا المعارك في أوكرانيا يسقطون بسبب المسيّرات.

وإن كان لا غنى عن المسيّرات في الحروب الحديثة، إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كامل.

وقال فاندييه: «اليوم لا يمكن عبور الأطلسي بمسيّرة طولها عشرة أمتار، لن يكون من الممكن تحديد مواقع الغواصات بواسطة أدوات كهذه».

وتابع: «إذا رافقت منصاتكم الكبيرة، سيكون بإمكانكم تحقيق نتائج أفضل بكثير بتكاليف أقل بكثير».

دمج تقنيات جديدة

وأفاد الأميرال الذي يعمل من قاعدة الناتو الأمريكية في نورفولك في فيرجينيا إن التحدي الرئيسي يتمثّل في «دمج تقنيات جديدة وأساليب قتالية جديدة، بناء على ما شهدناه في أوكرانيا».

أسس الناتو وأوكرانيا مركزاً في بولندا صُمّم لمساعدة الحلف على تعلّم الدروس من الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا منذ فبراير 2022 .

كما يتزايد تأثير الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وهو ما سيساعد على إعادة رسم المشهد في ساحة المعركة.

وقال فاندييه إن «جميع الجيوش الحديثة ستكون لديها قدرات سواء بقيادة أو ذاتية ذاتية القيادة».

وأضاف أن «إيصال الذخيرة بواسطة روبوت أرضي أكثر فعالية من إيصالها بواسطة فصيل من الجنود قد يواجه قذيفة بطول 155 مليمتراً».

وستترتب على هذا التحول في القدرات العسكرية التي يهدف الناتو إلى توسيعها بثلاثين في المئة على الأقل خلال السنوات المقبلة، كلفة باهظة تقدّر بمئات مليارات الدولارات، وشدد فاندييه على أن الجهود المالية «كبيرة» لكنها «واقعية تماماً».

وأضاف «لدينا اليوم جميع الأدوات. لدينا الهندسة والخبرة والتكنولوجيا. لذا، علينا أن نبدأ».

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"