وقفة مع الزمن

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

حصة سيف

لو عدنا للوراء قبل عشر سنوات من الآن، نتذكر الأيام اللطيفة الخفيفة المفرحة التي مررنا بها خلال عقد من الزمان، والأحداث العضال التي واجهناها وكيف مضت تلك الأحداث بسلام، ونقارنها بالذي نتوقعه خلال السنوات العشر القادمة، ونحن في منتصف العام، ستتضح الصورة أكثر للمضي قدماً نحو ما نرنو إليه حقاً.
وكلٌّ منا له أحلامه وله رؤاه، وإن لم تكن تتوفر الظروف المناسبة لتحقيقها، إلّا أن المضي بها وهي في البال حقيقة مفرحة بأن الحياة ليست إلا أحلاماً نترقبها، ويوميات نعيشها بواقعية ووئام، متصالحين مع أنفسنا ومع بعضنا ومع العالم، وهنا لن تكون الأحلام وردية فقط، بل أيضاً وقوداً للمضيّ قدماً نحو طموحاتنا، ونحمد الله تعالى على ما نعيشه من نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى.
قبل عشر سنوات، ذلك العقد الذي مضى، بحلوه ومره، نستذكره لا لنعيش بالماضي، بل لنأخذ الدروس منه ونستشعر كيف كانت شخصياتنا وسماتنا حين كنا أصغر سناً، ونرسم التوقعات بناءً عليها، ويحدونا الأمل لنجد طريقنا الميسر لأهدافنا، المهم أن ننشغل بهدف ما إلى أن نحققه ونضع الآخر وهكذا دواليك، المهم ألّا نجعل رتم الحياة ونمطها اليومي يسيطر علينا ونظل بمكان واحد حيث لا تجديد ولا تغيير يطرأ على حياتنا.
الحياة بلا أهداف وبلا أحلام، صعبة ومعقدة وتُدخل الشخص بمتاهات لا يخرج منها، لذلك علينا أن نظل نحلم ونتخطى أحلامنا بحيث نرسمها كأنها قد وقعت، ونتيقن بأن خالقنا، سبحانه، هو الميسر وهو المعين، وأن لجوءَنا له يسهل دربنا ويزيدنا رفعة، وأن حياتنا بيدنا نحن من نرسمها ونحن من يطمسها بقراراتنا الشخصية، وأن من يثق ويتوكل على الله تعالى يصل إلى ما ترنو إليه ذاته من سلام وطمأنينة وراحة وسعادة.
وتلك الوقفة مع الزمن والسنوات، تشجعنا أن نضع أحلاماً وأهدافاً صعباً تحقيقها إن لم يكن مستحيلاً، وتجد كيف أن التوكل على الله تعالى ومجرد تخمينها ووضعها في الحسبان تجدها بصورة وبأخرى تحققت وإن طال الزمن بها، ليس لشيء سوى أن فكر الشخص ونوعية أفكاره يرتقيان به، والمتكاسل الذي يجعل الحظ يرسم له طريقه، سيعيش دائماً في همّ يومه وتثقله أيامه، وتتكالب عليه الأمراض والهموم والمتاعب، وأي الطريق يختار من الآن لابد أن يحسب حسابه.

[email protected]

عن الكاتب

إعلامية

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"