النجاح مهمة بيدك

00:04 صباحا
قراءة دقيقتين

هناك صفات ومميزات أو -كما يقال- سمات يتمتع بها كل من حقق النجاح والتميز والتفوق، وهذه الفئة تحديداً لا تعتقد أنها حصلت على التفوق مصادفة، أو أنه نتيجة لحصولها على دعم مختلف عما تجده أنت، أو أنها متفوقة دراسياً لأنها تتمتع بقدرات من الذكاء تتجاوزك. إطلاقاً، لا يوجد مثل هذه التفضيلات ولا مثل هذه المميزات. نعم قد يمر بنا من يتمتع بالدعم من هنا أو هناك، ولكن هذه ليست حالة عامة، فالحديث هنا على ما يمسنا جميعنا وما نشترك فيه دون أي تدخلات خارجية غير مألوفة، ومع هذا تجد قاعدة المتفوقين والناجحين واسعة ومتعددة، وكل يوم يصعدها وجه جديد، بل في كل لحظة يحقق أحدهم إنجازاً ما، ويحصد تبعاً لذلك ثمار التفوق والنجاح، الذي هو جدير به.
إذا آمنا بمثل هذه القاعدة، ووضعناها كأسس في تفكيرنا، وهي قاعدة أن الفرص متساوية، والقدرات واحدة، ولا يحدث التباين والاختلاف بين شخص وآخر إلا من خلال الاستعداد الذاتي الشخصي، وفي قدرة المتفوق والمتميز على تحمل المسؤولية والمبادرة والاندفاع، في استعداد الناجح الدائم للتعب وبذل كل ما بوسعه والاعتماد على نفسه، والالتزام بكل متطلباته لتحقيق النجاح، وإن آمنا تماماً بمثل هذه الآلية، وأن بمقدور كل واحد منا القيام بمتطلبات النجاح والتفوق والتميز وتنفيذها على أكمل وجه، فإن النتيجة في نهاية المطاف تحقيق هذا النجاح بكل عفوية وكنتيجة طبيعية للجهد والتعب وتحمل المسؤولية.
إن كان الحال وفق هذه الآلية، وأنها إمكانية بيد الجميع، فلماذا إذاً نرى حالات من الإخفاق والفشل، من عدم التوفيق وعدم النجاح؟ أعتقد أن هناك أسباباً كثيرة، لكنني أشير لواحد منها ينحصر في عدم الاستعداد، في عدم الجدية، ولأنه توجد بدائل تبعدك عن الانصهار في مهمتك، وتجعلك تقرر التخفيف من الحماس، بحجة أنه لا طائل من التعب وبذل الجهد المضنى، والنتيجة قد تكون غير مضمونة. مثل هذه الأفكار هي التي تتلبس الكثير من الناس، وتجعلهم في حالة من استهلاك المعرفة وعبئاً ثقيلاً في بيئة عملهم، يؤدون مهام روتينية مكررة، دون أي تحديث ولا تجديد.
النجاح في أي مهمة بيدك. اجمع المعلومات اللازمة عن هذه المهمة، وحدد أهدافك المعقولة التي تتوافق مع إمكانياتك، وابدأ التنفيذ بتفاؤل وثقة، وأيضاً بصبر وسعة بال، وستجد أن النجاح حليفك، وأنك قد أصبحت واحداً ممن يتربعون على قمة من قمم النجاح.
[email protected]
www.shaimaalmarzooqi.com

عن الكاتب

مؤلفة وكاتبة وناشرة، قدمت لمكتبة الطفل عدة قصص، وفي أدب الكبار أنجزت عدة روايات وقصص قصيرة، ونصوص نثرية. حازت على عدة جوائز أدبية.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"