(بُنِيَ الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّهِ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وصَومِ رمضانَ وحجِّ البيتِ لمنِ استطاعَ إليهِ سبيلًا).
هكذا أرشدنا النبي محمد بن عبدالله، رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم؛ مِصْداقاً لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} «آل عمران» (97). وهكذا استطاع من استطاع، فَحَجَّ مَنْ حَجَّ، ولبّى مَنْ لَبّى، استجابةً لنداء خليل الله ونبيّه إبراهيم عليه الصلاة والسلام، امتثالاً للأمر الإلهي عبر الآية القرآنية (27) من سورة الحج: { وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}.. فيما من لم يستطع بلوغ بيت الله الحرام، أطلق العنان لأمنياته الروحانية بأداء مناسك الحج في مواسم قادمة بإذن الله، تلبية لنداء الله سبحانه وتعالى؛ مُوَحِّداً له، مُثنِياً عليه، بتلبية النبي عليه الصلاة والسلام.
{*الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.. لا إله إلا الله. الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. *الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بُكْرةً وأصيلا*}.. تكبيرة، تكبيرتان، ثلاث تكبيرات، وأخرياتٌ تالياتٌ متتابعاتٌ، مُعظّماتٌ لله سبحانه وتعالى، في عشر ذي الحجة وسائر أيام التشريق؛ حيث من غروب شمس آخر يوم من شهر ذي القعدة إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة الذي هو آخر أيام التشريق، بدلالة الآيات التاليات: {وَاذكُرُواْ اللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعدُودَٰاتٖ} «البقرة» (203)، {لِّيَشهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُم وَيَذكُرُواْ اسمَ اللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأنعَٰم} «الحج» (28). فأمّا «الأيّام المعلومات» كما يقول ابن عبّاس رضي الله عنهما، فهي «أيام العشر»، و«الأيام المعدودات» هي «أيام التشريق».
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.. تكبيراتٌ متكررات في الأزمنة والأمكنة، ومتواليات في المثول في الحياة الدنيا؛ منذ المخلوق الأول، وحتى يوم البعث. الكون كُلّه يسبح لله؛ في الصبح وفي المساء، في الأرض وفي السماء، وفي كل شبر من الحياة والكون؛ المرئي منه والخفي، المعلوم منه والمجهول، الواضح منه والغامض؛ تكبيراتٌ تُدين بالفضل لله سبحانه وتعالى في كل مجريات الحياة: في الحركة وفي السكون. وفي الكلام والهمس والصمت وفي السكوت. وفي المنام واليقظة. وعلى لسان عباد الله من ملائكة وجِنٍّ وبشر. وفي منطق الطير، وفي طبيعة الشجر، وفي سكون الحجر. وفي أسرار سائر مخلوقات الله مِمَّا نَعرِفُ ومِمَّا لا نعرف، ومِمَّا نُدركُ ومِمَّا لا نُدرك.
إنّها سُنّة الله في كَوْنِهِ وفي خَلْقِه.
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا







