يوم الامتحان

00:50 صباحا
قراءة دقيقتين

اليوم يوم الامتحان، لا عودة إلى الوراء لتعويض ما فات، ولا كل محاولات السعي خلف أساليب مختلفة وملتوية لضمان النجاح وعبور هذه المرحلة من الاختبارات بسلام ستجدي.. منذ اليوم وحتى التاسع عشر من يونيو الجاري، سيجني كل طالب ثمار ما زرع خلال العام الدراسي، صحيح أن البعض سيجد نفسه مرتبكاً وقد يدخل في مرحلة التردد والخوف بسبب رهبة الامتحانات التي عشناها جميعاً ويمر بها كل الطلبة في نهاية كل عام دراسي، لكن لكل مجتهد نصيب من النجاح، ولو لم تأت النتيجة بالمستوى الذي حلم به، بل يمكن القول إنها مرحلة مكافأة الطالب المجتهد ومنحه حقه من التميز بعد تعب وسهر وعمل دؤوب طوال العام.
طلبة الصفوف من الثالث، يجلسون اليوم في قاعات الامتحان وفي مواجهة مباشرة لنظام المراقبة الذي وضعته وزارة التربية والتعليم لضمان النزاهة في الامتحانات وسير العملية وفق «أعلى معايير الشفافية»، ولم تكتف بالمراقبة التقليدية، بل أضافت إليها مراقبة منصات التواصل الاجتماعي، لكيلا يتم اختراقها بأي شكل ولا يتم تسريب أي امتحان.
طبيعي أن يحاول البعض استغلال التقنيات الحديثة لابتكار طرق جديدة في الغش وتسريب الامتحانات وحلها للطلبة، وهو ما يحصل في كثير من الدول، تتطور وسائل الغش، ولكن سيبقى المستفيدون منه مجموعة فشلة لا يعرفون للنجاح طريقاً سوى بالخداع، وزارة التربية والتعليم مطلعة على تلك الأساليب الحديثة، وقد وفرت فرقاً متخصصة بمراقبة منصات التواصل الاجتماعي، و«قامت بتطوير أنظمة الاختبارات الإلكترونية للحد من إمكانية التسريب بالإضافة إلى التأكد من سلامة الورقة الاختبارية وعدم وجود تعديل على إجابات الطلبة».. المدارس سبق أن أَطْلعت الطلبة على «دليل مكافحة الغش والإخلال بنظام الاختبارات» لكي يكونوا وأولياء الأمور كما المدرسين وكل الهيئة التعليمية في المدارس على علم بأدوار ومسؤوليات كل منهم، والعقوبات المحددة للطلبة والقائمين على أعمال اللجان وأولياء الأمور أيضاً.
لماذا يلجأ الطالب إلى الغش وهو يعلم مسبقاً أن الرقابة مشددة ولا مجال للتهاون في الغش الأكاديمي، وأن الوزارة تسعى لتوفير البيئة المناسبة لضمان جودة التعليم في كل المؤسسات وبشكل عادل لكل الطلبة، فهل من الممكن أن تتهاون وتغض الطرف في أوقات الاختبارات، حيث من المهم جداً أن يتم تطبيق القانون والحكم بشكل عادل على كل الطلبة لينال المجتهد حقه وينال المتكاسل المستهتر في دراسته حقه أيضاً؟ طبعاً لن تكون فترة الامتحانات فترة الفوضى التي يتمناها من يتبع الغش سلوكاً ونهجاً في حياته، والأهم أن الجميع مسؤول في هذه المرحلة، وكل طرف عليه تحمل أعباء وتبعات التزامه أو إهماله، انطلاقاً من المدرسة إلى الطالب وولي أمره.
نتمنى النجاح والتوفيق للجميع، ول «التربية» التقدير على المجهود المستمر لتوفير الأفضل.

[email protected]

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"