عادي

حظر التجوّل الليلي في وسط لوس أنجلوس يدخل حيّز التنفيذ

10:19 صباحا
قراءة 3 دقائق
لوس أنجلوس

أعلنت شرطة لوس أنجلوس «عمليات توقيف واسعة» وسط المدينة، حيث تجمّع أشخاص رغم دخول حظر ليلي للتجول حيز التنفيذ بعد أيام من الاحتجاجات التي وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها غزو من قبل «عدو خارجي».

وشهدت ثانية كبرى المدن الأمريكية أعمال نهب وتخريب بعدما تخلل العنف ليلاً تظاهرات بدأت سلمية للاحتجاج على توقيف مهاجرين.

وقالت شرطة لوس أنجلوس على «إكس»: «تواصل عدة مجموعات التجمّع في الشارع الأول بين سبرينغ وألاميدا. يتم التعامل مع هذه المجموعات وتُنفّذ عمليات توقيف واسعة. هناك حظر تجوّل مفروض».

 

حالة طوارئ محلية

 

وجاء ذلك بعد ساعات على إعلان رئيسة البلدية كارن باس في تصريحات للصحفيين «حالة طوارئ محلية وحظر تجوّل فُرض في وسط مدينة لوس أنجلوس لوقف أعمال التخريب والنهب».

وستبقى مساحة تمتد على 2,5 كيلومتر مربع ضمن المدينة التي تتجاوز مساحتها 1200 كم مربع مغلقة حتى الساعة السادسة صباحاً (13,00 ت غ) أمام الجميع باستثناء سكانها والصحفيين وأجهزة الطوارئ، بحسب رئيسة البلدية.

توقيف المهاجرين

وأفادت متظاهرة بأن أساس الاضطرابات يعود إلى توقيف مهاجرين في مدينة تضم نسبة كبيرة من السكان المولودين في الخارج والمتحدرين من أصول لاتينية.

وقالت تعليقاً على حظر التجول: «أعتقد بأنهم يقومون بالأمر من أجل السلامة.. لكنني لا أعتقد بأن الاحتجاجات السلمية هي جزء من المشكلة. ما يجري في الجانب الآخر هو الذي يؤدي إلى التحريض على العنف».

بدأت تظاهرات صغيرة وسلمية إلى حد كبير تخللتها أعمال عنف لافتة في لوس أنجلوس الجمعة على وقع الغضب حيال ازدياد عمليات التوقيف التي تنفذها سلطات الهجرة.

نهب محال تجارية

وخرج آلاف الأشخاص إلى الشوارع في عدد من التظاهرات، لكن مجموعات أصغر أضرمت النيران خلال الليل وحطّمت نوافذ.

وليل الاثنين، تعرض 23 محلاً تجارياً إلى النهب، بحسب الشرطة التي أضافت بأن أكثر من 500 شخص أوقفوا في الأيام الأخيرة.

كما خرجت تظاهرات في مدن في مختلف أنحاء البلاد بما في ذلك نيويورك وأتلانتا وشيكاغو وسان فرانسيسكو.

«حماية»

أمر ترامب بنشر 4000 عنصر من الحرس الوطني في لوس أنجلوس إلى جانب 700 من عناصر المارينز (مشاة البحرية)، في إطار ما قال، إنه تصعيد ضروري لضبط الأوضاع في المدينة، رغم إصرار أجهزة إنفاذ القانون المحلية على أنها قادرة على السيطرة على الوضع.

وقالت ناطقة باسم الجيش بأن الجنود سينتشرون في الشوارع في وقت لاحق الثلاثاء أو الأربعاء.

وستتمثل مهمتهم في حماية المنشآت الفدرالية ومرافقة «العناصر الفدراليين في عمليات إنفاذ (قوانين) الهجرة لتوفير الحماية لهم».

وقال متظاهرون، إنه يتعيّن «احترام» الجنود لأنهم لم يختاروا القدوم إلى لوس أنجلوس، لكن ليزا أورمان نددت بما وصفتها بالخطوة «السخيفة». وقالت: إن «فكرة حضور المارينز إلى هنا مجرّد استعراض. يرغب الرئيس باستعراض كبير». وأعلن البنتاغون بأن عملية الانتشار ستكلّف دافعي الضرائب 134 مليون دولار.


وأظهرت صور نشرتها قوة المارينز رجالاً ببزات عسكرية يستخدمون دروع مكافحة الشغب للتدرّب على وسائل ضبط الحشود في منشأة سلاح البحرية في سيل بيتش Naval Weapons Station Seal Beach.

صورة قاتمة

قضت مدينة لوس أنجلوس يومها كالمعتاد إذ اكتظ شارع هوليوود بالسياح وتوجّه عشرات آلاف الأطفال إلى المدارس فيما شهدت الشوارع اختناقات مرورية. لكن في قاعدة عسكرية في كارولاينا الشمالية، رسم ترامب صورة قاتمة عن الوضع.

وقال للجنود في قاعدة فورت براغ: «ما تشهدونه في كاليفورنيا هو هجوم شامل على السلم والأمن العام والسيادة الوطنية»، وأضاف «لن تستمر هذه الفوضى. لن نسمح لعدو خارجي بأن يغزو ويحتل مدينة أمريكية».


ورد حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم، وهو ديمقراطي سبق له أن انخرط في سجالات مع ترامب، قائلاً: إن عسكرة الأخير للمدينة سلوك «طاغية لا رئيس».

وأوضح أن «إرسال مقاتلين مدربين على الحروب إلى الشوارع خطوة غير مسبوقة وتهدد جوهر ديمقراطيتنا». وفي خطاب بالبث الحي، وصف نيوسوم ترامب بأنه «رئيس لا يريد بأن يقيّده أي قانون أو دستور، إذ ينفذ هجوماً موحداً على التقاليد الأمريكية».

«نادرة جداً»

وأفادت الأستاذة لدى كلية ساوثويسترن للقانون في لوس أنجلوس واللفتنانت كولونيل السابقة رايتشل فانلاندينغام بأن استخدام ترامب للجيش خطوة «نادرة جداً» من رئيس أمريكي.

ويحظر القانون الأمريكي إلى حد كبير استخدام الجيش كقوة شرطة، باستثناء وجود إعلان تمرّد، وهو أمر طرحه ترامب الثلاثاء.

وقال الأستاذ لدى جامعة ميزوري فرانك بومان: إن ترامب «يحاول استخدام إعلانات الطوارئ لتبرير نشر الحرس الوطني أولاً ومن ثم تعبئة قوات المارينز».
 

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"