هي الحرب، وما نتيجة الحرب إلا الخراب والدمار للجميع. ما أن تهدأ طبول الحرب حتى تقرع من جديد، بل تقرع بصواريخها وقنابلها وبالتدمير والقتل والخراب، إسرائيل قصفت عمق الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وإيران تقصف عمق إسرائيل، والعناوين البارزة للصحف لا تغادر أن التصعيد المتبادل نذير لحرب شاملـــــــة لا يعــــــلم إلا الله مداها ونتائجها.
إذا عدنا لأرض الواقع لوجدنا أن إسرائيل لا تراعي القانون الدولي أو أي عرف عالمي، أسلوبها الشائع والمعلن، «اضرب واهرب وابكِ»، معللة دائماً ما تفعله هو لمواجهة العداء الذي يمارس ضد السامية وإنها مضطهدة من جيرانها، مستهدفة في أمنها، ولو عدنا للحقيقة ولأرض الواقع التاريخي لوجدنا أنها هي التي تمارس الاعتداء والغطرسة والعدوان وبمبررات لا تنتهي إلا بـالمجازر والاغتيالات في حق المدنيين العزل والأطفال، فليس ببعيدٍ ما فعلته في لبنان أو تفعله في غزة وأرض فلسطين.
العالم الآن منشغل بما يحدث بين إيران وإسرائيل، متناسين غزة التي عنونت الصحف ما تفعله إسرائيل فيها البارحة بـ «غارات دامية على غزة والضفة تختنق».. مستغلة الوضع الدولي المستنفر حيال الحرب لتفعل ما تشاء في القطاع، خصوصاً أن الرأي العام الدولي الأوروبي كان متوجّهاً لعقوبات ضدها، ولم نعد نسمع من هذا العالم الأوروبي سوى التأييد لإسرائيل في عدوانها على إيران؛ بالرغم من أنها هي من بدأت هذه الحرب.
هل ما يحدث هو في سياق المؤامرة التي عادة لا أميل إلى التفكير بمنطقها، لكنها تفرض معطياتها في كل لحظة وفرض الواقع المرير باحتلال أجزاء من سوريا وقضم أجزاء من لبنان، وتفتيت للعراق وبيع لغزة يتبعه تغيير للنظام في إيران.
هل ما يحدث في صالح المنطقة وبأي منطق، هل هو شرق أوسط جديد بمعايير إسرائيلية أمريكية خالصة مدعومة بموقف أوروبي مريب، ما يحدث يجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا، فالقادم قــد يكون أبشع مما نظن.
مقالات أخرى للكاتب




قد يعجبك ايضا







