راشد الحمادي
يُعدّ القطاع الرياضي في دولة الإمارات أحد المحاور الحيوية في مسيرة التنمية الشاملة، التي تمضي بها الدولة بخطى واثقة نحو المستقبل. فالرياضة ليست مجرد منافسة بدنية أو ترفيهية، بل هي اليوم أداة وطنية لبناء الإنسان، وتعزيز الانتماء، وصناعة القدوات، ورفع راية الوطن في المحافل الإقليمية والدولية.
منذ تأسيس الاتحاد، أولى القادة المؤسسون أهمية كبرى للرياضة، واستمر هذا الاهتمام مع القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي أكّد في مناسبات عدّة على أن:
«الرياضة أسلوب حياة، وركيزة مهمة في تعزيز صحة المجتمع، وبناء الأجيال الواعية القادرة على المشاركة الفاعلة في مسيرة الوطن». وقد تجلّت رؤية سموه في دعم الرياضيين، وتوفير البيئة المثالية لاكتشاف المواهب، وتطوير البنى التحتية الرياضية، من ملاعب واستادات ومرافق تدريبية تضاهي أعلى المعايير العالمية.
أما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فقد ارتقى بالرياضة إلى مصاف العمل الوطني والتنمية المجتمعية. ويقول سموه: «الرياضة تهذب الروح والعقل، وتبني جسداً قوياً وفكراً مستنيراً، ونحن نريد لأبناء وبنات الإمارات أن يكونوا قادة في كل الميادين، ومنها الميدان الرياضي».
وتعكس هذه الرؤية نظرة القيادة إلى أهمية الرياضة؛ كونها تشجع على: الانضباط، والعمل الجماعي، واحترام المنافس.
لقد شهدت الإمارات، خلال العقود الماضية، قفزات نوعية في البنية الرياضية، فاستضافت كبرى البطولات العالمية، ككأس العالم للأندية، وكأس آسيا، وسباقات الفورمولا 1، وبطولات الجوجيتسو، والغولف، والفروسية، وغيرها، مما عزز مكانة الدولة كعاصمة للرياضة في المنطقة، وجعل منها وجهة مفضلة للرياضيين والزوار من مختلف أنحاء العالم.
كما أولت الدولة اهتماماً متزايداً برياضة المرأة، ومكّنتها من تمثيل الوطن في المحافل الدولية، ووفرت لها كل سبل الدعم، فأصبحت الإماراتية تحصد الجوائز والميداليات وتثبت قدرتها في كل ميدان. وكذلك طورت الرياضات المدرسية والجامعية باعتبارها الخزان الحقيقي للمواهب.
ولم يكن الجانب الإنساني بعيداً عن التوجه الرياضي؛ فقد وظفت الإمارات الرياضة كوسيلة لتعزيز التفاهم والسلام العالمي، من خلال المبادرات المشتركة، والدعوات إلى التسامح، والتنظيم المشترك لبطولات تعزز التقارب الثقافي بين الشعوب.
وفي ظل الرؤية المستقبلية للدولة، تستمر الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرياضية الحديثة، بما يضمن التطوير المستمر للأداء، وتحقيق الاستدامة في هذا القطاع، إن الرياضة في الإمارات ليست مجرد إنجازات ميدانية، بل هي مرآة لحيوية هذا المجتمع، وتجسيد لرؤية القيادة التي تؤمن بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية، وأن الرياضة سبيل لبناء وطن أكثر صحة، وتلاحماً، ورفعة بين الأمم.