«بلاسيبو»

00:02 صباحا
قراءة دقيقتين

العلاج بالوهم أو «بلاسيبو» علاج وتعافٍ بدون دواء حقيقي، يقوم على أن يُصدق المريض بفاعلية الدواء فيستجيب جسده لهذا الإيحاء ويتعافى بشكل محسوس.
وتحدث التغيرات الإيجابية بالفعل من انخفاض حدة الألم أو الشعور بالتعافي، وبالفعل أجريت اختبارات الأدوية الجديدة بهذه التقنية حيث يقسّم المرضى إلى مجموعتين: مجموعة تتلقى الدواء الحقيقي، ومجموعة تتلقى «بلاسيبو»، ثم يقارن تأثير الدواء الحقيقي و«بلاسيبو»، أو الدواء الوهمي، لمعرفة إن كان فعالاً أم لا، فإن كان تأثير الدواء يتفوق بوضوح على «بلاسيبو»، يُعد ذلك دليلاً قوياً على فعاليته ونجاحه.
وبما أن «بلاسيبو» أو العلاج الوهمي مادة أو علاج على شكل حبة سكر أو محلول ملحي، يُعطى للمريض كأنه دواء، وبحسب قوة تصديقه بأنه دواء يُصّدق ذلك العقل فيؤثر في الجسد، فيتعافى ولو بشكل بسيط.
أول استخدام موثّق لـ«بلاسيبو» في التجارب الطبية يعود إلى القرن الثامن عشر، لكن شهرته الحقيقية بدأت بعد الحرب العالمية الثانية، عندما لاحظ الأطباء أن بعض الجنود يشعرون بتحسن بمجرد إعطائهم ماءً مملحاً بدلاً من المسكنات الحقيقية التي نفدت.
وتُظهر دراسات تصوير الدماغ أن «بلاسيبو» قد يُحفّز الجسم على إفراز الإندورفينات، وهي مواد مسكنة طبيعية، ما يعني أن الجسد يستجيب لما يعتقده العقل.
الفرق الجوهري بين «بلاسيبو» واليقين هو أن الأول يستند إلى إيحاء مؤقت وخداع خارجي (دواء وهمي )، بينما اليقين بقدرة الله ينبع من قناعة ثابتة ويُبنى في داخل قلب المؤمن.
اليقين أعمق وأشد ثابتاً؛ لأنه نابع من القلب المرتكز على الثقة بالله سبحانه وتعالى، خالق هذا الكون.
وتأثير هذا العلاج الوهمي هو ما يحدث بالضبط في أكثر التقنيات التي تندرج تحت علوم الطاقة الكونية التي منبعها فلسفات باطلة لا تؤمن بوجود الله، ولكنها تؤمن بالطاقة الكونية وأنها المتحكمة في هذا الكون وهي الشافية لكل مرض جسدي وروحي. وهذا طبعاً زعم، فكل ما يحدث إيحاء لحظي يشعر به من مارس هذه التقنيات، ولكنه لا يلبث يعود أسوأ من قبل.
أما الشفاء الحقيقي، فهو بيد الله وحده، ومن دعا الله موقناً بالإجابة، وآمن بأن الله هو وحده الشافي، نال الراحة والطمأنينة والشفاء بإذن الله.

[email protected]

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"