عادي

لتنفيذ المهمة المستحيلة.. إسرائيل تستعد لتدمير مفاعل فوردو الحصين بفرق كوماندوز (فيديو)

16:44 مساء
قراءة 3 دقائق


على الرغم من نجاح إسرائيل في قتل أبرز القادة العسكريين في إيران، ونخبة من علمائها النوويين، ومواصلتها قصف منشآتها العسكرية، لكن يبقى مفاعل فوردو النووي، الهدف الأبرز للهجوم الحالي، في ظل بنائه في منطقة جبلية شديدة التحصين، لكن عدم امتلاك تل أبيب لقنابل «جي بي يو-57» الأمريكية الخارقة للتحصينات، دفعها مؤخراً للتفكير في إرسال قوة كوماندوز لتنفيذ المهمة المعقدة.

قنبلة خارقة للتحصينات «جي بي يو-57»


وبحسب ووسائل إعلام أمريكية، فإن الولايات المتحدة الوحيدة القادرة على تدمير المنشآت النووية الإيرانية تحت الأرض، وخاصة مفاعل فوردو، لامتلاكها القنبلة الاستراتيجية الخارقة للتحصينات «جي بي يو-57» التي تَزن 13 طناً، وتستطيع اختراق عشرات الأمتار قبل أن تنفجر. كما أنه لا يمكن إلقاء هذه القنبلة إلاّ من خلال طائرات «بي-2» الأمريكية.

فوردو مفاعل شديد التحصين


ويعد مفاعل فوردو، ثاني موقع تخصيب نووي في إيران، ومصمم لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة نقاء 20%، إلا أن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عثروا على عينات من اليورانيوم المخصب بنسبة نقاء 83.7% في المنشأة في 2023. وكان الموقع، قاعدة صواريخ إيرانية سابقة، وتقع على بُعد نحو 160 كيلومترًا جنوب طهران، إلا أنها محفورة في سفح جبل على عمق مئات الأقدام تحت الأرض. ورغم أنها تضم ​​أجهزة طرد مركزي أقل من نطنز، إلا أن تصميمها الجوفي يجعلها أقل عرضة للضربات الجوية.

وتدور نقاشات داخل إدارة دونالد ترامب، بحسب ما نشرته صحيفة «واشنطن بوست» بين جناح يرى ضرورة تدخل واشنطن للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، وإنهاء الخطر، إضافة إلى تعزيز الردع، في مقابل فريق يرى الانخراط في الحرب ضد إيران، إهدار للذخائر الثمينة، وتوريط في أزمات الشرق الأوسط، ومناقضة لشعار أعلنه ترامب بضرورة إنهاء الحروب الخارجية.


لكن إسرائيل تؤكد أن بإمكانها تدمير المفاعل النووي الحصين بدون مساعدة أمريكية، وصرح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي هذا الأسبوع قائلاً: «الحرب خططت لها إسرائيل. لا نحتاج إلى الولايات المتحدة لتحقيق الأهداف التي حددناها، نعرف كيف نتعامل مع كل الأمور بما في ذلك فوردو».

المساعدة الأمريكية ضرورية لتدمير فوردو


وقالت كيلسي دافنبورت، مديرة سياسة منع الانتشار النووي في جمعية الحد من الأسلحة الأمريكية: «يمكن لإسرائيل تدمير منشآت نووية إيرانية رئيسية، لكنها لا تستطيع تدمير مواقع مُحصّنة مثل فوردو دون مساعدة عسكرية أمريكية».


وبينما ساهمت إدارة ترامب بالفعل في حماية إسرائيل من الرد الإيراني في عام 2024، خرج وزير الخارجية ماركو روبيو عن صمته في بيان، ليقول إن الضربات الإسرائيلية كانت «أحادية الجانب» وأنه لم يكن هناك أي تدخل أمريكي.

تعطيل فوردو بقطع الكهرباء تدمير للتهوية

وبحسب «واشنطن بوست»، لم يكشف الإسرائيليون كيف سيتم التعامل مع «فوردو»، لكن من المفترض أن لديهم أفكاراً، من بينها تنفيذ غارة كوماندوز على المنشأة النووية، يمكن لقوات مدربة خصيصاً على الأرض محاولة تدميرها.


ونقلت الصحيفة عن خبير الأسلحة النووية الإيرانية ديفيد أولبرايت قوله: «يمكن للإسرائيليين قطع الكهرباء. يمكنهم تدمير نظام التهوية. يمكنهم بسهولة تدمير المدخل المخصص للمشاة. يمكنهم تدمير المداخل الرئيسية». وتابع: «حتى من دون القنابل الأمريكية، يمكن جعل فوردو غير صالحة للعمل لفترة طويلة».


لكن إرسال جنود على الأرض قد يكون قراراً محفوفاً بالمخاطر بالنسبة لتل أبيب، وقد تكون نتائج القصف ضعيفة، لدرجة أن إسرائيل لن تحقق أهدافها من الحرب من دون المساعدة الأمريكية.


وعلى الرغم من تواصل القصف الاسرائيلي على المنشآت النووية، ومقتل العديد من العلماء النوويين، يؤكد خبراء أن بقاء مفاعل فوردو يضمن استمرار وتيرة تخصيب اليورانيوم، بل يعتقد أن طهران سوف تسرع من جهودها نحو امتلاك قنبلة نووية عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"