في العام 2017، فازت العداءة المكسيكية ماريا لورينا راميريز في ماراثون 50 كيلومتراً وهي ترتدي تنورة وحذاء مصنوعاً يدوياً بدلاً من الأحذية والملابس الرياضية ذات العلامات ذائعة الصيت، حتى إن إحدى العلامات الرياضية الكبرى عرضت عليها حذاء ورفضته قائلة: جميع من كانوا يرتدونه كانوا خلفي في السباق.
هذه العداءة من قبيلة تاراهومارا المكسيكية، وأخذت قوتها الخارقة من حياتها البسيطة وارتباطها العميق بثقافتها وبيئتها، إذ كانت نساء القبيلة يركضن بين الجبال خصوصاً أثناء رعي الغنم وكان أخوها وأبوها وجدّها عدائين أيضاً.
هذا الإصرار على الفوز والتقدم والتميز هو حال كثيرات من النساء في العالم، كالأمريكية روزا باركس الناشطة التي طالبت بالحقوق المدنية للأمريكيين الأفارقة، واشتهرت عندما رفضت التخلي عن مقعدها في حافلة عمومية لشخص أبيض، عاصية بذلك أوامر السائق في الستينيات حين خصصت مقاعد لكل من البيض وذوي البشرة الملونة، ما أسفر عن حملة مقاطعة شاملة من الأمريكيين ذوي الأصول الإفريقية للحافلات ومن ثم العديد من الأحداث التي تصب في صالح حصولهم على حقوقهم.
وهو البأس ذاته الذي شهدناه قبل أيام حين قصفت إسرائيل المقر الرسمي للتلفزيون الإيراني والذي أسفر عن استشهاد عدد من الموظفين، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية، لكن المذيعة سحر إمامي أصرّت على الوقوف وإكمال البث المباشر حتى أثناء القصف لحين انقطاعه، لتتوجّه لمشاهدي القناة بالقول «ما ترونه الآن هو عدوان صارخ على الجمهورية الإسلامية في إيران والإذاعة والتلفزيون الإيرانيين»، قبل أن تبتعد عن الشاشة التي نقلت الدمار، ثم ما لبثت أن واصلت الجلوس مع زميلها بعد عودة البث مباشرة بعد دقائق، وهو المشهد الذي أثار تفاعلاً واسعاً حول شجاعتها وقرارها باستكمال البث رغم الخطر.
النساء المميزات كثيرات قي العالم، قرأنا عنهن الكثير وشاهدنا حولهن الكثير ولكن هذه الأخيرة جعلت الكثير من النساء والرجال معاً يتعرّفون على معنى حب العمل وحب الوطن والدفاع عن المبدأ الذي يؤمنون به حتى أثناء احتمال الموت.
[email protected]
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا







