الطب الرياضي

00:45 صباحا
قراءة دقيقتين

تمثل الرياضة بأنواعها ومستوياتها المختلفة، محور اهتمام واسع لدى جميع شرائح المجتمع، فقد تزايد الإنفاق المالي والدعم التقني والتكنولوجي لها، فنشهد بين فترة وأخرى قيام الفعاليات والبطولات في مختلف أنحاء العالم، فقد أصبحت الرياضة جانباً ترفيهياً يشغل حيزاً كبيراً من حياتنا اليومية.
وفي ظل التطور المتسارع الذي يشهده القطاع الرياضي في العالم بشكل عام، وفي دولتنا بشكل خاص، تبرز أهمية الطب الرياضي كعنصر أساسي في دعم الأداء البدني، والوقاية من الإصابات، وتحقيق الاستدامة الصحية للرياضيين، سواء كانوا محترفين أو هواة، فهو لم يعد مجرد فرع طبي يعالج الإصابات، بل أصبح علماً متكاملاً يربط بين الوقاية والتأهيل والتغذية النفسية والجسدية، لأنّه فرع من فروع الطب يهتم برعاية الرياضيين، وتحسين قدرتهم الجسدية والذهنية ويغطي مجالات عدة، مثل تقييم الأداء البدني والعلاج الفيزيائي، وإعادة التأهيل والتغذية الرياضية والوقائية من الإصابات، ويشمل الجوانب النفسية المرتبطة بالأداء الرياضي وهو ما يجعله علماً متعدد الأبعاد.
وتشهد الإمارات نهضة بارزة في مجال الطّب الرياضي، مدفوعة برؤية القيادة الحكيمة نحو بناء مجتمع صحي ورياضي، فقد تم تأسيس مراكز متخصصة مثل مركز محمد بن راشد للطب الرياضي، ومركز الفجيرة للطب الرياضي، وتضم أحدث التقنيات والتجهيزات، ويعمل فيها نخبة من الأطباء والمختصين المؤهلين عالمياً، وأصبحت الدولة تستضيف مؤتمرات دولية، تعنى بأحدث مستجدات هذا التخصص، ما يرسخ مكانة الإمارات كمركز إقليمي رائد في الطب الرياضي.
ومن أبرز أدوار الطب الرياضي، الوقاية من الإصابات، من خلال التقييم الدوري وتحليل الحركات الجسدية، لتفادي أي خلل عضلي أو هيكلي، والعلاج وإعادة التأهيل باستخدام تقنيات متطورة، مثل العلاج بالليزر والتأهيل والعلاج بالخلايا الجذعية، وتعزيز الأداء الرياضي عبر خطط تدريبية غذائية وصحية وشخصية لكل رياضي، والدعم النفسي بتوفير خدمات الدعم الذهني للرياضيين خاصة، في فترات ما قبل البطولات أو بعد الإصابات.
ومع تنامي الاهتمام بالرياضة في الإمارات، خاصة استضافة كأس العالم للأندية وكأس آسيا، يتوقع أن يتعزز دور الطب الرياضي في تطوير الكفاءات الوطنية، وتحقيق إنجازات رياضية غير مسبوقة ويشكل الاستثمار في الكوادر الطبية والتقنية خطوة استراتيجية نحو تحقيق هذا الهدف.
لتبقى الإمارات بوصلة توجه اهتمامها بهذا التخصص، لتكون منارة تنير للآخرين دروبهم التي توصلهم إلى محطاتهم التي يتوقون إليها، لتشكل لهم وقوداً للنجاح والتفوق،فزيادة الإنفاق من دولتنا على هذا العلم، زاد في الآونة الأخيرة، لأهميته في حياتنا اليومية، ليبقى ذا أهمية في مختلف جوانب حياتنا اليومية، ليجعل مسيرة الكثير من الرياضيين مستمرة دون توقف، ليكونوا قدوة للأجيال التي تشْرئِب للاقتداء بهم وتقليدهم، بكافة تفاصيل سلوكياتهم وأفعالهم .

[email protected]

عن الكاتب

منى عبدالله كاتبة إماراتية، حاصلة على درجة الماجستير في علوم المكتبات والمعلومات العام 2015. عملت بالعديد من الجامعات الأكاديمية في الدولة: كليات التقنية العليا، جامعة زايد، وحالياً تعمل كأمينة مكتبة في جامعة خليفة بأبوظبي. أصدرت أول كتاب لها في العام 2022 بعنوان:«أيها الفارس الجميل لست بصديق عادي».ومؤلفات أخرى قيد الإصدار.

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"