أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا يستبعد سيطرة قواته على مدينة سومي الأوكرانية، رغم تأكيده أن موسكو لا تسعى إلى «استسلام» كييف، في وقت تواجه فيه مفاوضات السلام بين الجانبين مأزقاً حاداً، في وقت يشهد فيه حلف شمال الأطلسي تبايناً في المواقف بين الولايات المتحدة وعدد من العواصم الأوروبية، في ظل تبني واشنطن مقاربة أكثر مرونة تجاه موسكو.
وقال بوتين خلال منتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي، أمس الجمعة: «إننا لا نهدف إلى السيطرة على سومي، ولكن مبدئياً، لا أستبعد ذلك»، مضيفاً: «أن القوات الأوكرانية تشكل تهديداً دائماً لنا وتقصف المناطق الحدودية باستمرار» وأكد الرئيس الروسي أن قوات بلاده تقدمت إلى عمق 12 كيلومتراً داخل منطقة سومي، مشدداً على أن موسكو تحقق تقدماً «على كل الجبهات».
وفي تصريحاته، عاد بوتين إلى نفي استقلالية الدولة الأوكرانية قائلاً: «أعتبر الروس والأوكرانيين شعباً واحداً.. وبهذا المعنى، كل أوكرانيا لنا» وأضاف: «هناك مثل يقول: أي مكان تطأه قدم جندي روسي، هو ملك لنا».
وأثارت تصريحات الرئيس الروسي استياء كييف، التي سارعت إلى اتهامه ب«ازدراء» عملية السلام التي أُطلقت في أيار/مايو برعاية أمريكية في إسطنبول.
في السياق، يشهد حلف شمال الأطلسي تبايناً في المواقف بين الولايات المتحدة وعدد من العواصم الأوروبية، في ظل تبني واشنطن مقاربة أكثر مرونة تجاه موسكو، إذ لا تزال واشنطن تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب تثير شكوكاً في أوساط الحلفاء، لا سيما بعد تصريحات ترامب التي بدا فيها متعاطفاً مع موسكو وأعرب ترامب عن أسفه لاستبعاد روسيا من مجموعة السبع، كما كشف عن اتصال «ودّي» تلقّاه من بوتين بمناسبة عيد ميلاده، ما فُهم على أنه مؤشر على تقارب شخصي بين الزعيمين.
في المقابل، تحاول الدول الأوروبية تبنى موقف حازم تجاه موسكو واعتبارها «التهديد الأكبر»، كما ورد في قمة مدريد 2022. وبرغم تطمينات السفير الأمريكي لدى «الناتو» بأن روسيا لا تزال تمثل «الخطر الأهم»، أشار إلى أن الصين هي التحدي الأكبر، ما زاد من تعقيد النقاش داخل الحلف. ويخشى دبلوماسيون أوروبيون أن يؤدي هذا الانقسام إلى إضعاف موقف الحلف في وقت يتم فيه بحث زيادة الإنفاق العسكري إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي وهي خطوة قد تواجه اعتراضاً شعبياً في بعض الدول.
ميدانياً، شهدت أوكرانيا سلسلة جديدة من الضربات. وأسفرت غارة جوية روسية عن مقتل شخص على الأقل وإصابة 14 آخرين في مدينة أوديسا الساحلية.
ونشرت خدمات الطوارئ صوراً لعمليات إنقاذ من مبانٍ مدمّرة ووصف زيلينسكي القصف بأنه «هجوم متعمّد ضد المدنيين»، متهماً موسكو بمواصلة «تكتيكات الإرهاب».
وامتد القصف إلى منطقة خاركيف حيث أُصيب أربعة أشخاص، بينهم فتاتان، جراء هجمات بطائرات مسيّرة.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية: إنها أسقطت 70 من أصل 86 مسيّرة روسية خلال الليلة قبل الماضية، في المقابل أعلنت موسكو إسقاط أكثر من 60 مسيّرة أوكرانية، مشيرة إلى تحقيق تقدم على بعض الجبهات. ويتقاطع التوتر العسكري المتصاعد مع عجز المبادرات الدبلوماسية عن إحداث اختراق في الأزمة الممتدة منذ أكثر من ثلاث سنوات. (وكالات)
عادي
بوتين: روسيا لا تسعى إلى «استسلام أوكرانيا»
21 يونيو 2025
01:27 صباحا
قراءة
دقيقتين
المزيد من الملف
عناوين متفرقة
قد يعجبك ايضا







