عادي
«اليونيسيف»: القطاع يواجه جفافاً مع انهيار أنظمة المياه

«مجازر المساعدات» تتصاعد بغزة تحت القصف الإسرائيلي

01:18 صباحا
قراءة 3 دقائق
متظاهرون يحملون لافتة ضد إسرائيل خلال تظاهرة في مدريد
متظاهرون يحملون لافتة ضد إسرائيل خلال تظاهرة في مدريد

كثَّفت إسرائيل، أمس الجمعة، غاراتها الجوية وقصفها المدفعي على قطاع غزة وشنت طائراتها الحربة 300 غارة خلال أسبوع، بينما واصل الجيش الإسرائيلي ارتكاب المجازر بحق المدنيين واستهداف الجياع عند مراكز توزيع المساعدات، ووجه إنذارات جديدة بإخلاء فوري للساكنين في مناطق بمدينة غزة، في وقت حذرت «اليونيسف» من أن غزة تواجه جفافاً من صنع الإنسان مع انهيار أنظمة المياه.
أعلن الجيش الإسرائيلي شن أكثر من 300 غارة خلال الأسبوع الماضي على غزة وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: إن قيادة المنطقة الجنوبية نفذت أكثر من 300 غارة على أهداف في قطاع غزة «منها مقاتلين، ومبانٍ عسكرية ومخازن سلاح ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدروع وقنص وغيرها» ووجه الجيش الإسرائيلي إنذاراً بالإخلاء الفوري إلى سكان مناطق متفرقة بمدينة غزة «لتدمير قدرات عسكرية للمنظمات المسلحة في المنطقة».
من جانبها، أعلنت «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس»، أمس الجمعة، أن مقاتليها قصفوا تجمعاً لجنود وآليات الجيش الإسرائيلي في منطقة قيزان النجار جنوب خان يونس بقذائف الهاون وأضافت القسام أنها استهدفت أيضاً كيبوتس «نيريم» و«العين الثالثة» شرق خان يونس بمنظومة صواريخ «رجوم» قصيرة المدى من عيار 114 ملم.
من جهة أخرى، قتل 70 شخصاً من أهالي غزة، أمس الجمعة، بغارات جوية وإطلاق نار بمناطق متفرقة بقطاع غزة، غالبيتهم في مجزرة بحقّ منتظري المساعدات، فيما بدأت خدمات الاتصال والإنترنت بالعودة للقطاع بشكل تدريجيّ وتأتي الهجمات وسط أوضاع إنسانية كارثية يعيشها القطاع، جراء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 21 شهراً. وأفادت مصادر طبية بارتكاب الجيش الإسرائيلي مجزرة إسرائيلية جديدة بحقّ الأهالي الذين كانوا ينتظرون مساعدات قرب محور «نتساريم» وسط القطاع، وقالت: «إن 25 قتيلاً وعشرات الجرحى وصلوا مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط القطاع فجراً، جراء استهداف الجيش الإسرائيلي تجمعاً لمدنيين في محيط محور نتساريم أثناء انتظارهم للمساعدات الغذائية» ووفق شهود عيان، لا يزال عدد من القتلى والجرحى ملقين على الأرض، إذ تعذر انتشالهم بسبب خطورة الأوضاع واستمرار القصف في المنطقة وفي وقت متزامن، قتل الجيش الإسرائيلي 11 شخصاً وأصاب آخرون إثر قصف جوي استهدف منزلاً مأهولاً يعود لعائلة «عياش» في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وفق ما ذكر مصدر طبي في «مستشفى شهداء الأقصى» وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أنه خلال الساعات الماضية «وصل مستشفيات قطاع غزة 69 قتيلاً (بينهم 2 شهداء انتشال) و221 مصاباً»، ما يرفع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 55706 قتلى و130101 مصاب منذ السابع من أكتوبر 2023، أما حصيلة الضحايا منذ 18 مارس 2025 فقد بلغت 5401 قتيل، 18060 مصاباً».
في غضون ذلك، حذرت منظمة يونيسيف التابعة للأمم المتحدة من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، مشيرة إلى أن القطاع «يتأرجح على حافة الهاوية»، حيث لا تعمل حالياً سوى 40% من مرافق إنتاج مياه الشرب (87 من أصل 217). وأوضح المتحدث باسم المنظمة، جيمس إلدر، في إحاطة صحفية من جنيف «عبر الفيديو» أمس، أن هذه المرافق ستتوقف كلياً خلال أسابيع إذا استمر الحصار على الوقود وأشار إلدر إلى أن انقطاع الكهرباء منذ 7 أكتوبر 2023 جعل الوقود ضرورياً لتشغيل أنظمة إنتاج وتوزيع المياه لأكثر من مليوني فلسطيني وحذّر من أن استمرار الحصار لأكثر من 100 يوم يهدد حياة الأطفال بالعطش وسط تزايد الأمراض وتدهور الأوضاع الصحية ووصف ما يحدث بأنه «جفاف من صنع الإنسان»، مؤكداً أن المشكلة ليست لوجستية أو تقنية، بل سياسية ويمكن حلها سريعاً إذا توفرت الإرادة السياسية، إذ أن توافر الوقود سيعيد تشغيل مئات الآبار خلال يوم واحد. كما شدد على أن الوقود ضروري لتشغيل المستشفيات ومولدات الأكسجين وأجهزة دعم الحياة، مشيراً إلى أن منعه لا يوقف الإمدادات فحسب، بل يهدد سبل البقاء وأشارت اليونيسف إلى أن هذه اللحظة هي «الأشد حرجاً» منذ بداية الحرب، في ظل الحصار شبه الكامل، وتهميش المساعدات الإنسانية واستمرار سقوط الضحايا من الأطفال يومياً، إضافة إلى أزمة وقود متعمدة تهدد أهم مقومات الحياة: المياه. (وكالات)

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"