أي سلام يطلبون ؟

00:53 صباحا
قراءة دقيقتين

السلام مطلب لكل شعوب العالم، لا يعكره إلا ساسة يعتقدون أن السلم والسلام يمكن أن يأتي على ظهر دبابة، أو على أجنحة طائرة عسكرية، أو قنبلة وصاروخ ورشاش، لإعلان، انتصار هذا أو هزيمة ذاك، متناسين أن الجميع خاسر في عرف الإنسانية والطبيعة والشراكة على هذه الأرض وسمائها.
ما نتابعه من أحداث، سواءً ما كان في غزة، أو الضفة الغربية من أرض فلسطين أو الجنوب اللبناني أو الجولان السوري المحتل، أو ما يحدث في إيران الآن ينطلق من بؤرة واحدة، تدعي رغبتها في الوفاق مع الجيران والعيش بسلام بينهم، لكنها تستعمل لأجل ذلك كل سبل فرض منطق القوة بالحرب والعدوان والقتل والتنكيل والتعذيب، دون التفكير في أي جانب إنساني، لا تلتزم بأي قانون دولي وتطالب العالم كله بالتزام القانون.
لا تعترف بأي قرار دولي إلا إذا ناسبها، رئيس وزرائها مطلوب دولياً وبحسب قرار محكمة العدل الدولية، لكنه يسرح ويمرح ويفتعل ويجترح الحروب والمجازر مع العديد من دول محيطه الجغرافي، طلباً لسلام لا يأتي إلا عن طريق الدمار والقتل والنهب، وللأسف يلقى الدعم في كل جرائمه من الكثير من دول العالم الأوروبية، والداعم الدائم الولايات المتحدة الأمريكية، والتاريخ خير شاهد على مشاركة بعض تلك الدول في حروب ذلك الكيان ضد العرب أو الجيران، تلك الدول التي تدعو كما تقول إلى العدل والديمقراطية التي لا تطبق بنودها إلاّ علينا نحن، ونحن فقط.
هل ما يحدث في المنطق الآن هو طريق للسلام، أم هو أسلوب لرسم لمعالم منطقة، لا تخضع إلا للمنطق الإسرائيلي ـ الأمريكي، إسرائيل تمتلك القنبلة الذرية، فهل هناك أي دولة متحضرة ناقشت ذلك في طلبها للسلام في المنطقة، مع العلم أنها كذلك ترفض التوقيع على اتفاقية منع انتشار هذا النوع من السلاح، إيران لم يثبت حتى الآن امتلاكها لمثل هذه القنبلة، وهي موقعة على اتفاقية عدم انتشار مثل هذا السلاح، أسئلة عديدة تطفو على السطح، منها ما هو المبرر المسوغ للقيادة الأمريكية للمشاركة في هذه الحرب الدائرة رحاها في المنطقة، وما هدفها «غير المعلن» من المشاركة فيها، وأين غزة وما يحدث فيها يومياً من انتهاك لأبسط شروط الإنسانية في أجندة المصالح الأمريكية.
ما يحدث بكل أساليبه ولغته، هو غطرسة وأسلوب استعماري، بشكل يتلبس بمسوح البحث عن السلام والأمان، عن طريق القتل والدمار والتجويع وفرض الأمر الواقع.
التفكير بأسلوب إسرائيل وأمريكا لن يقودنا إلا إلى........
وأترك الإجابة إلى وعي القارئ الكريم.

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"