عادي
إسرائيل تغلق الأقصى وتوسع التحقيقات الميدانية بالضفة

حرب الجياع تتواصل في غزة.. والحصار يخنق المستشفيات

01:09 صباحا
قراءة 3 دقائق
طفلة فلسطينية تنتظر أمام مطبخ توزيع طعام في منطقة المواصي برفح (أ ف ب)
فلسطينيون يحملون مساعدات على طول شارع الرشيد عقب دخول شاحنات إلى شمال القطاع
فلسطينيون يحملون مساعدات على طول شارع الرشيد عقب دخول شاحنات إلى شمال القطاع

واصل الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، قصفه في مختلف أنحاء قطاع غزة، مع استمرار استهداف المدنيين ومنتظري المساعدات عند نقاط التوزيع بشكل ممنهج، مرتكباً المزيد من المجازر، وموقعاً عشرات القتلى والجرحى بين الجياع والنازحين، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي استعادة جثامين ثلاث رهائن محتجزين في القطاع، في وقت اتسعت الكارثة الإنسانية في القطاع، واتجهت نحو المزيد من التدهور، بعد تحذيرات من عجز حاد بوحدات الدم، ونفاد وشيك للمواد المخبرية في مستشفيات غزة.

ومع دخول حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة يومها ال625، استمر القصف المتعمد للمدنيين والنازحين. وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن 51 قتيلاً (بينهم 3 قتلى انتشال)، و104 مصابين، وصلوا لمستشفيات القطاع خلال الساعات الماضية. وأشارت إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 55959 قتيلاً و131242 مصاباً منذ السابع من أكتوبر للعام 2023. ولفتت إلى أن حصيلة الضحايا منذ 18 مارس 2025 بلغت 5647 قتيلاً، 19201 مصاب. وفي اليوم ال97 لاستئناف العدوان بعد خرق إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت «سرايا القدس»، أنها فجرت حقل ألغام في قوة إسرائيلية شرق مدينة خان يونس، كما دمرت جرافة عسكرية في المنطقة ذاتها، وبثت مشاهد لاستهداف جنود وآليات إسرائيلية شمالي القطاع. في المقابل، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية تفجير لمنازل سكنية قرب وادي غزة شمال مخيم النصيرات، وأسفر قصف مدفعي عن إصابات في صفوف المدنيين جراء استهداف منزل شرق المخيم.

من جانبه، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن 450 فلسطينياً قتلوا نتيجة ما وصفه ب«مصايد الموت» الإسرائيلية للجياع ومنتظري المساعدات الإنسانية عند نقاط التوزيع، فيما أُصيب 3466 آخرون، ولا يزال 39 شخصاً في عداد المفقودين. كل ذلك يحدث في ظل صمت دولي مريب، وسط نداءات فلسطينية متواصلة لوقف العدوان وإنقاذ من تبقى من السكان في قطاع محاصر يئن تحت وطأة الحرب والتجويع.

من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام «الشاباك» تنفيذ عملية خاصة أسفرت عن استعادة جثث 3 رهائن إسرائيليين من قطاع غزة. ووفقاً للبيان الصادر عن الجيش، فإن الجثامين تعود لكل من يوناتان سمرانو، والرقيب شاي ليفينسون، وعوفرا كيدار. وأوضح البيان أن العملية نفذت بناء على معلومات استخبارية دقيقة، وبالتعاون بين الشاباك وقوات من قيادة المنطقة الجنوبية وفرقة غزة. وأشار إلى أن الجثامين نقلت إلى إسرائيل، وتم التعرف إليها من خلال الفحوصات التي أجرتها الشرطة الإسرائيلية والحاخامية العسكرية، قبل إبلاغ العائلات المعنية.

وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على العملية قائلاً إن استعادة جثامين ثلاثة من الإسرائيليين تمثل خطوة مهمة في جهود الحكومة المتواصلة لإعادة المحتجزين. وقال في بيان رسمي إن «العمل من أجل إعادة جميع المحتجزين إلى إسرائيل، سواء كانوا أحياء أو أمواتاً، لا يزال مستمراً من دون توقف»، مؤكداً أن هذه الجهود تنفذ بالتوازي مع العمليات العسكرية والأمنية في ساحات أخرى.

في غضون ذلك، اتجهت الكارثة الإنسانية في قطاع غزة إلى مزيد من التدهور. وحذرت وزارة الصحة بغزة من أزمة وشيكة بخدمات المختبرات الطبية وبنوك الدم، نتيجة النقص الحاد في المستلزمات المخبرية ومواد الفحص الأساسية إلى جانب ما تعانيه بنوك الدم من نقص حاد في المستلزمات، إضافة إلى العجز في أرصدة وحدات الدم. وقالت في بيان لها إن نسبة الأصناف من مواد الفحص المخبري التي رصيدها أقل من شهر بلغت 48.7%، فيما بلغت نسبة الأصناف التي رصيدها أقل من شهر من المستهلكات والمستلزمات المخبرية 48.2%. وأوضحت أن هذا التراجع الحاد يُهدد بشكل مباشر استمرارية خدمات التشخيص المخبري ونقل الدم، في وقتٍ يواجه فيه القطاع كارثة صحية مع ارتفاع أعداد الجرحى وتدهور الوضع الإنساني. وأكدت أن الجيش الإسرائيلي تعمد تدمير الأجهزة المخبرية داخل المرافق الصحية بما يشل قدرة المنظومة الصحية والكوادر الطبية على تشخيص المرضى والجرحى، إذ بلغت نسبة تدمير مختبرات المستشفيات نحو 50%، فيما بلغت نسبة تدمير مختبرات الرعاية الأولية نحو 60%، وخروج 514 جهازاً مخبرياً عن الخدمة.

ودعت الجهات الدولية والإنسانية إلى التحرك العاجل لتوفير الدعم اللازم، وضمان استمرار عمل المختبرات وبنوك الدم، بما يسعف إنقاذ الحد الأدنى من الخدمات الطبية الأساسية للمرضى والجرحى في قطاع غزة. (وكالات)

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"