عادي
ذهب الجسد.. وبقي الخير والأثر

محمد بن راشد: رحم الله محمد عبيدالله.. أحد رجال الإمارات المخلصين

00:05 صباحا
قراءة 4 دقائق
1

نعى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، محمد إبراهيم عبيدالله، أحد رجال الإمارات المخلصين، الذي تُوفي إلى رحمة الله تعالى.

قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عبر منصة «إكس»: «رحم الله محمد إبراهيم عبيدالله.. أحد رجال الإمارات المخلصين.. ورجل اقتصاد وأعمال.. ما ميزه عن غيره هو أعمال الخير.. وسيرته في مجال العمل الإنساني.. وخاصة إنشاء المستشفيات والمراكز الصحية.. وبناء المساجد.. ومشاريعه الخيرية في داخل وخارج الدولة».
وأضاف سموه: «ذهب الجسد.. وبقي الخير والأثر والسيرة الطيبة ودعوات الناس.. ربحت تجارته مع ربه ومع الناس...».
وتابع سموه: «رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان».

1


إرث من العمل الخيري


وأُعلن يوم أمس الاثنين رحيل المحسن ورجل الأعمال الإماراتي، محمد إبراهيم حمد بن عبيدالله، أحد أبرز رجالات العمل الخيري في الإمارات والمنطقة، عن 90 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً من العمل الخيري وحصاداً نوعياً من المبادرات الإنسانية، تركَّز أهمها في القطاعين الصحي.
وقدم محمد عبيد الله، أحد رجالات الرعيل الأول في الإمارات، سلسلةً من المبادرات الإنسانية، ويمتلك الفقيد سيرةً ثرية في العطاء والعمل الخيري، تمتد لأكثر من 60 عاماً، مُرسخاً مكانته بين رواد العمل الخيري والإنساني في الدولة والمنطقة.


دور وطني


محمد عبيدالله عضو سابق في مجلس التطوير في الإمارات، الذي تشكل وعمل خلال عقدي الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وضم حينها نخبةً من أبناء الوطن، حيث حرص منذ بدايات عمله في قطاع الأعمال والاستثمار، في شبابه، على تخصيص جزء من أرباحه وموارده لصالح عمل الخير.
كما أسهم في ابتعاث عدد من طلبة الإمارات للدراسة في الجامعات، في عدد من الدول المتقدمة، إيماناً بمكانة العلم ودور المعرفة في التنمية والتقدم والاستدامة وبناء الوطن.


«ظاهرة» إنسانية


مثَّل الفقيد محمد عبيدالله حالةً خاصة وظاهرةً لافتة في العمل الخيري والإنساني، في ظل ما قدم من مشاريع وإنجازات خيرية كبرى، فيما شيّد ما يمكن وصفه ب«مدينة طبية» شاملة في رأس الخيمة.
وتتضمن المشاريع الصحية، التي شيدها رحمه الله، مستشفى عاماً، ومستشفى آخر مخصصاً لرعاية كبار السن وعلاج أمراض الشيخوخة، والذي شكل عند إنشائه المستشفى المتخصص الأول من نوعه في المنطقة.
وتشمل المشاريع الخيرية لابن عبيدالله، والمُجمعة في موقعٍ واحد برأس الخيمة، مركزاً متخصصاً في علاج مرضى الكلى، والذي شكل عند إنشائه المركز الأول من نوعه في الإمارة، بجانب مسجد شيّده أيضاً في نطاق الحرم الطبي.

1


قصة «مُستشفى عبيدالله»


وأنشأ«أبو عبدالله»، في البداية، قسماً كاملاً ضمن مستشفى سيف بن غباش في رأس الخيمة، خُصص لأمراض القلب، وفيه تأسست أول وحدة «عناية مركزة لمرضى القلب» في رأس الخيمة، وهو ما سبقته مبادرته إلى إحلال المسجد الجامع في منطقة الحديبة برأس الخيمة، وتحول «القسم» لاحقاً إلى مركز النخيل الطبي، قبل أن يشرع في تشييد مستشفى إبراهيم بن حمد عبيد الله، ثم بناء مستشفى عبيدالله لعلاج كبار السن وأمراض الشيخوخة.


إنقاذ المرضى


وعن قصة بنائه أكبر مشاريعه الخيرية، مستشفى عبيدالله في رأس الخيمة، أوضح الفقيد، في لقاء سابق: جاء المشروع بعد بحثي عن عمل يصب أجره عند الله، سبحانه وتعالى، لمصلحة والدي، رحمه الله، لأتوصل إلى أن المستشفى هو الخيار الأنسب، وسيكون صدقةً جارية عن الوالد، وأجره عظيم، إن شاء الله، لدور هذه المنشأة الطبية الهام في إنقاذ حياة المرضى وتخفيف أوجاعهم.
وأحدث محمد عبيد الله، رحمه الله، نقلةً نوعية في الخدمات الطبية برأس الخيمة، مُنطلقاً من رُؤيةٍ تقوم على أن «الصحة» أولاً، وهي الأوْلى بالدعم والإحسان وعمل الخير، كما قال ل«الخليج» في حوارٍ سابق، ولم تقتصر الأيادي البيضاء لعبيد الله على«الصحة العامة»، بل امتدت إلى مُساعدة الفقراء والمحتاجين، وبناء المساجد في بقاع عدة.
والراحل محمد عبيدالله، عضو سابق في مجلس إدارة جمعية بيت الخير، وأحد مؤسسيها، كان يصب اهتمامه في فعل الخير على القطاع الصحي لأن توفير العلاج والخدمات الصحية للمرضى بالغ الأهمية، لارتباطه بحياة الناس وسلامتهم.


الوالد والوالدة


كان علاج المرضى، غير القادرين مادياً، الشغل الشاغل لفقيد العمل الخيري والإنساني، لتبقى«مشاريع الخير»، التي أنشأها محمد عبيدالله في القطاع الصحي، حفاظاً على صحة الناس، صدقةً جارية عنه وعن والديه، فيما حمل المستشفى الأول والشامل بمنطقة النخيل في رأس الخيمة اسم والده.
وفي مرحلةٍ لاحقة، بادر إلى بناء المستشفى المُخصص بالكامل لعلاج كبار السن في رأس الخيمة، بتكلفة إجمالية تجاوزت 24 مليون درهم، وطاقة استيعابية بلغت 126 سريراً، ليكون المشروع صدقةً جارية عن روح والدته، التي كانت على قيد الحياة حين افتُتح المستشفى، قبل أن تفارق الحياة لاحقاً.
ونال الراحل محمد إبراهيم عبيد الله، عدداً من الجوائز المرموقة في الدولة، بينها جائزة الدولة التقديرية، وجائزة الشارقة للعمل التطوعي، وجائزة حمدان بن راشد للعلوم الطبية.


أثرٌ مشهود


ويُجمع أهالي رأس الخيمة والقائمون على القطاعين الطبي والخيري على الأثر الكبير، الذي أحدثه «محمد عبيد الله»، بإنشائه وحدة غسل الكلى، الواقعة ضمن حرم مستشفى عبيدالله، في ظل دورها الكبير في الحد من معاناة مرضى الكلى في رأس الخيمة، والإمارات القريبة.
ووُلد الراحل محمد إبراهيم عبيدالله في رأس الخيمة، وبدأ حياته العملية في قطاع الأعمال والتجارة، ليكون النجاح حليفه في رحلته المهنية، مُواكباً أعماله التجارية بالمساهمة، بسخاء، في العمل الخيري والإنساني، ومد أيادي العون والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين.

1

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"