الحرب العالمية الثالثة، نهاية العالم، الحرب النووية.. الصيف حضر لكن الاستراحة لم تأتِ، احتفالنا بقدومه هذه المرة جاء محملاً بالقلق، وربما تكون هي المرة الأولى التي تحدث فيها تعديلات كثيرة على الأجندة، وتتبدل خططنا، وتتغير وجهات السفر، وتُلغى رحلات، وتتعدل المشروعات مرات ومرات، ويبقى المسيطر واحداً في مختلف الدول، والعبارات الأكثر تردداً وانتشاراً هي تلك التي ذكرناها سابقاً.
هل دخلنا فعلياً في دائرة الحرب العالمية الثالثة، والآتي سيكون أعظم؟ هل علينا أن نستعد للحرب النووية والاحتياط واجب؟ هل هذه ستكون نهاية العالم؟.. الأسئلة و«التوقعات» التي نقرأها، بل تطاردنا على مختلف صفحات التواصل الاجتماعي، تجعل كل إنسان يعيد التفكير ألف مرة بكل خطوة قرر القيام بها، خصوصاً تلك المتعلقة بإجازة فصل الصيف، والتي يخطط لها المرء منذ الشتاء، ويستعد ويحجز مسبقاً «قبل أن ترتفع أسعار تذاكر السفر في الموسم السياحي»، هكذا يفعل معظم الناس كل عام، لكن هذا الموسم، جاء فيه الصيف أكثر حرارة واشتعالاً من كل الأعوام السابقة، بسبب ما تشهده المنطقة بل العالم من توترات وحروب، كنا نحسبها ستبقى محصورة ضمن التهديدات واستعراض القوى والتراشق السياسي ليس أكثر، فإذا بنا أمام أفعال تجاوزت حدود المتوقع، وخرجت عن كل أطر المحاذير والخطوط الحمر، وكل ما كنا نسمعه من كلام دبلوماسي منمّق.
كل من حجز للسفر مع أسرته أو إلى أسرته، يتردد اليوم قبل اتخاذ الخطوة الفعلية، لأن في باله أسئلة لا يملك أحد الجواب الحاسم والواضح لها، ماذا لو سافر لقضاء إجازته مع أسرته في بلده الأم، وتطورت الأحداث بشكل فرض تعديلات على رحلات الطيران، أو إلغاءها وإقفال مطارات أو ما شابه؟ كيف يعود إلى عمله؟ ومن حجز تذاكر سفر له ولكل أفراد أسرته منذ أشهر، وكان ككل عام يتلهف لاستقبال الصيف بقسط كبير من الراحة، ويحب في كل عام السفر مع زوجته وأبنائه لاكتشاف بلد جديد، أو الالتحاق بباقي أفراد الأسرة في لقاء سنوي، تجتمع فيه العائلة والأصدقاء تحت مظلة أبوين كبرا في السن.
حين تضع الدول الكبرى أجندتها، لا تأخذ في الاعتبار مصالح الناس ولا مصائرهم، هي ترسم وفق معايير تراها مناسبة، وتفاجئ الشعوب القريبة والبعيدة، فارضة عليها العيش في ظل القلق والتردد في اتخاذ أي قرار.. هكذا جاء الصيف هذا العام مشتعلاً، ولم تأتِ الاستراحة التي تمكننا من الاستمتاع، ولو قليلاً، براحة البال، وبلا حيرة في اتخاذ القرار: نعم للسفر أم لا للسفر؟ نعم للإجازة الصيفية أم الاكتفاء بالترقب إلى أن يأتي موعد الفرج؟
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا





