تماماً، كما أشرنا من قبل، في ما يخص التجربة الإبداعية المتكاملة لرائد القصة وقصيدة النثر الإماراتيتين، الأديب الراحل عبدالله صقر أحمد المري، رحمه الله، إلى ضرورة الإحاطة بها والإضاءة عليها بعمق، لتكون في متناول الأجيال الأدبية اللاحقة لجيل الروّاد الإماراتيين في شتى ميادين الثقافة الأدبية الإماراتية الذهبية، نظّم نادي القصة باتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات في مقره الرئيسي في الشارقة في 11 يونيو الجاري، ندوة أدبية بعنوان (قراءات نقدية وشهادات في شخصية وأدب عبدالله صقر)، بعد نحو ثلاثة أشهر من رحيله في الأول من شهر مارس من العام الجاري 2025.
على ضوء تلك الندوة التأبينية المستحقة، نشير إلى كتاب (وميض الإبداع في أدب عبدالله صقر): ط 2023، الذي أصدره الأديب د. هيثم يحيى الخواجة في حياة الرائد الأدبي عبدالله صقر أحمد قبل رحيله بنحو عامين، وذلك ضمن مشروعه النقدي في الإضاءة على تجارب إبداعية إماراتية لها بصمتها في المشهد الثقافي الأدبي الإماراتي عبر أجيال متتابعة.. ليتبين لنا في الحوار الذي أجراه معه في يوليو 2022، وتضمنه الكتاب تحت عنوان (وجهاً لوجه)، أنَّ حصيلة أدبية قد أنجزها الراحل قابلة لأن تكون في أكثر من كتاب، منها قصص قصيرة لم تتضمنها مجموعته اليتيمة (الخشبة)، منذ ما قبل الأمسية القصصية عام 1987، مروراً بعام 1992 في سيؤول بكوريا، وحتى فترة الحجر المنزلي الناجم عن جائحة «كوفيد 19»، إضافة إلى رواية (الفتى عاموس) التي تولدت فكرتها في عام 2015 وأنجزها في عام الرحيل 2025، وكذلك مجموعة من المسرحيات القصيرة ذات الفصل الواحد، منها مسرحية (الجريمة) التي كتبها عام 1976، بما يعني أنه من أوائل من كتبوا في المسرح الإماراتي.
على ضوء ذلك الحوار الطويل الغني الباحث في السيرة الإبداعية والحياتية للأديب الراحل، بكافة جوانبها وتشعباتها، وعلى ضوء آخر حوارية هاتفية جمعت بينهما، في الساعة السابعة مساء، قبل يوم واحد من وفاته، تضمنت الحديث عن مشاريع عدة، منها مشروع قصص أطفال حول الرياضة وأهميتها وفنيات كل لعبة وأهدافها وفوائدها، مع ضرورة الإسراع بطباعة روايته المخطوطة قبل ديواني الشعر المنجزين، ثم الانتقال إلى الحديث عن مشروع تدريس الأجناس الأدبية من خلال معهد يقومان بإنشائه معاً عبر الشبكة العنكبوتية.
إذن، على ضوء ما تقدم من مشاريع ومخطوطات أدبية متعددة ومتنوعة، ماذا لو تواصلت المؤسسات الثقافية المعنية مع عائلة الأديب الراحل للاتفاق معها بشأن ترجمة تلك المخطوطات إلى أعمال أدبية صادرة، منها جمعية المسرحيين بشأن المسرحيات المخطوطة، واتحاد كُتّاب وأدباء الإمارات أو وزارة الثقافة والشباب أو دائرة الإعلام والثقافة في الشارقة بشأن المخطوطات القصصية والشعرية، ومؤسسة سلطان بن علي العويس بشأن إصدار كتاب عن الأديب الراحل ضمن سلسلتها (أعلام من الإمارات)..؟!
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
