في ظل تصاعد حدة التوترات في المنطقة، برزت دولة الإمارات كصوتٍ عقلاني يدعو إلى ضبط النفس والوقف الفوري للتصعيد، مؤديةً دوراً محورياً في المنطقة يقوم على التهدئة والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
وبينما تتسارع الأحداث في العالم، أكَّدت الإمارات التزامها بموقفها الثابت في إدانة العنف والحرب والدعوة إلى الحلول السياسية والدبلوماسية، في إطار التزامها بسياسة خارجية متوازنة تقوم على الحوار ونبذ التصعيد.. أول المواقف الرسمية جاء عبر وزارة الخارجية الإماراتية التي أعربت عن إدانتها الشديدة لأي عمل يمس سيادة الدول أو يعرض الأمن الإقليمي للخطر، بما في ذلك القصف الإيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر والغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية.
ودعت الوزارة إلى اللجوء إلى الحلول الدبلوماسية ومبدأ حسن الجوار، مشيرة إلى أن الحوار الجاد هو السبيل الوحيد لتجاوز مثل هذه الأزمات الراهنة والحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها وسلام شعوبها.
وفي تحرك دبلوماسي سريع، أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، اتصالات مباشرة مع قادة دول الخليج وعدد من قادة العالم، لتنسيق مواقف جماعية تسهم في احتواء التوتر وتفادي انزلاق المنطقة إلى حرب مفتوحة. كما شدد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، على ضرورة العودة إلى طاولة الحوار، داعياً إلى تفعيل دور الأمم المتحدة ومجلس الأمن في فرض تهدئة عاجلة.
موقف الإمارات لم يقتصر على التصريحات، بل ترجم إلى خطوات عملية أبرزها تعليق الرحلات الجوية إلى عدد من الدول المتأثرة بالنزاع وتنفيذ خطط لإجلاء المواطنين من مناطق التوتر، في خطوة استباقية لحمايتهم وضمان أمنهم.
كما أصدرت الجهات المختصة تعليمات واضحة للمواطنين والمقيمين باتباع أقصى درجات الحيطة والحذر وعدم الانسياق وراء الشائعات على الصعيد الاقتصادي ورغم حالة القلق في الأسواق العالمية، أظهرت الأسواق الإماراتية والخليجية تماسُكاً ملحوظاً، في مؤشر على الثقة بالإدارة الرشيدة والتدابير الوقائية التي تتخذها الدولة في مواجهة الأزمات، ما يعكس فعالية النموذج الإماراتي في التعامل مع الأزمات الإقليمية والدولية.
يأتي الموقف الإماراتي منسجماً مع نهج الدولة في دعم السلام وتعزيز التعاون الإقليمي، هذه المعادلة الدقيقة تؤهل الإمارات لأن تكون وسيطًا قادراً على بناء الجسور بين الخصوم ونشر السلام وتخفيف التوترات في المنطقة، حيث تؤكد الإمارات من خلال تحركاتها أن دورها في المنطقة يقوم على إدراكها أهمية تعزيز السلم الإقليمي والدولي، فهي لا تنحاز سوى للحكمة ولا تسعى إلا لحماية مستقبل المنطقة من مغامرات عسكرية لا تخدم إلا دوائر العنف.
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا







