عادي
حاوره عبدالعزيز المسلم في «النادي العربي»

غريغوري: العربية من أكبر المنظومات اللغوية في العالم

23:55 مساء
قراءة 3 دقائق
د. عبدالعزيز المسلم ود. جورج غريغوري وعلي المغني خلال الجلسة


نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء أمس الأول الجمعة جلسة ثقافية تناولت (تجربة البروفيسور جورج غريغوري.. ترجمة المعنى وتأويل النور) شهدت حواراً شائقاً بين البروفيسور جورج غريغوري وهو مستعرب وأستاذ جامعي ترجم القرآن الكريم والعديد من الكتب الفكرية والأدبية العربية إلى اللغة الرومانية وبين الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث، وهو باحث في التراث والثقافة الشعبية الإماراتية والعربية، ومهتم بمسألة التأثر والتأثير بين الثقافات.
حضر الجلسة علي المغني نائب رئيس مجلس إدارة النادي وعدد من المثقفين والباحثين، واستهلت بكلمة مسجلة للدكتور عمر عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة النادي رحب فيها بالضيفين، وتحدث عن الصداقة الإنسانية والفكرية التي ربطته بالبروفيسور جورج غريغوري على مدى عقود، لاحظ فيها حب غريغوري للثقافة العربية وحرصه على أن ينقل الفكر والثقافة العربيين إلى الرومانيين بشكل مباشر من اللغة العربية، وليس عن ترجمات أخرى، وأنه اهتم بالفلسفة العربية، فترجم أمهات كتبها، كما اهتم بالحكاية الشعبية واللهجات وحياة المجتمع العربي.
تأثر وتأثير
وفي بداية الحوار تحدث د. عبدالعزيز المسلم عن علاقته مع البروفيسور غريغوري الممتدة إلى سنوات طويلة عبر لقاءات ونقاشات متواصلة حول الثقافة والمجتمع والتأثر والتأثير، وتمثلات الآخر في الثقافتين العربية والرومانية، وخاصة على مستوى الحكاية الشعبية واللهجات العربية التي تشكل اهتماماً مشتركاً لهما، وقال المسلم: «إن من أشهر ما أنجزه البروفيسور غريغوري ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الرومانية، وترجمة (مشكاة الأنوار للغزالي، وحي ابن يقظان لابن طفيل، وإنشاء الدوائر لابن عربي، وفصل المقال لابن رشد، وحكايات شعبية عراقية، ونهج البلاغة).
وطرح المسلم عدة إشكاليات في موضوع تجربة غريغوري مع الترجمة والثقافة العربية، استهلها بسؤال عن السبب الذي يجعل فتى ابن الريف الروماني يهتم في أواخر القرن الماضي بلغة الضاد وينصرف إلى دراستها، ومنها العلاقة بين الترجمة من أي لغة وبين ثقافة تلك اللغة، ومسألة اللهجات العربية في الترجمة، والعرب في المخيلة الشعبية الرومانية، وأثر الثقافة العربية في اللغة الرومانية، وغيرها.
معرفة عمقية
بدأ غريغوري حديثه عن علاقته بالعربية، فقال: «عندما كنت شاباً في قرية نائية من قرى الجنوب الروماني، كنت في سهراتي الليلية أدير المذياع ليلتقط الإذاعات، وقد جذبتني إحدى الإذاعات العربية بموسيقى وأجراس كلماتها، فكنت أستمع إليها بانتظام رغم أنني لا أفهم أية كلمة من كلماتها، لكنني أحببتها، وعندما انتقلت إلى المدينة للدراسة الثانوية، بدأت أبحث عن كتب ومعاجم عن العربية، وتعرفت إلى طلاب من سوريا ساعدوني على تعلم هذه اللغة، وهكذا قررت في الجامعة أن أتخصص في دراسة لغة الضاد، وعندما تخرجت سافرت في مهمة عمل إلى ليبيا ثم إلى العراق التي استقررت فيها لسنوات، فصقلت معرفتي ونطقي للعربية، وتعرفت هناك الى الاختلاف بين اللغة المحكية واللغة الفصحى، وبدأت ترجماتي من الرومانية إلى العربية، ومن العربية إلى الرومانية، وشدد على أن المترجم يحتاج إلى معرفة عمقية بثقافة اللغة التي يترجم منها.
وتحدث غريغوري عن اللهجات العربية واعتبرها جزءا من العربية ومن النسيج الثقافي العربي وتدخل في كثير من النصوص سواء المنطوقة أو المكتوبة، ولذلك لا بد للمترجم من أن يلم ببعض الاختلافات الاستعمالية لها، مشيراً إلى أنه يرأس الآن منظمة للّهجات العربية تعمل على المستوى الأوروبي، وهي تنطلق من الاهتمام العلمي باللغة، فاللغات هي منظومات لغوية تحتاج إلى الدراسة والتصنيف، والعربية واحدة من أكبر المنظومات اللغوية على مستوى العالم، وقد بدأ بها في أوروبا بشكل مبكر.
*إقبالوأكد أن الاهتمام بالعربية في رومانيا بدأ منذ الخمسينات في إطار ما عرف آنذاك بدول عدم الانحياز التي ضمت رومانيا وعدة دول عربية ودولاً من العالم الثالث، ثم تطورت بعد سقوط الاتحاد السوفييتي والحكم الشيوعي في رومانيا، وانفتاح العالم اقتصادياً وتوسع علاقة رومانيا مع الدول العربية، فتزايد الإقبال على قسم اللغة العربية في جامعة بوخارست، وهو اليوم من أنجح الأقسام في الجامعة، وأشار إلى أن ترجماته العربية قد ساهمت في الاهتمام الأكاديمي بالفكر العربي.
عن تأثير العربية في الرومانية، قال إنه ما من منظومة لغوية في العالم إلا وهي متأثرة بالعربية بشكل مباشر أو غير مباشر، وإن اللغة الرومانية تأثرت بالعربية عن طريق الوجود العثماني في المناطق الرومانية الذي امتد الى أكثر من خمسة قرون.

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"