وجاء الصيف محمّلاً بساعاته النهارية الطويلة، وأُغلقت المدارس، وفتحت مجمعات مدرسية مختصة للأنشطة الصيفية، وتلهّف الجميع ليسجل أبناءه في الأنشطة الصيفية، وتلهّفهم الصحي لملء فراغ الطلبة يقيهم من الكثير من المخاطر التي تحيق بهم في ظل الانفتاح على الأجهزة والهواتف والألعاب والتطبيقات الرقمية، وواجب علينا المشاركة في دعم الأنشطة الصيفية حفاظاً على صحة أجيالنا البدنية والفكرية.
وشكراً لجميع المنظمين للفعاليات الصيفية، وخاصة نشاط أصدقاء الشرطة المتنوع بالفعاليات الرياضية مع التدريب على الانضباط المهني، والموجّه للشباب، وددنا أن الجميع يستفيد من تلك الأنشطة المدروسة، إلا أن حصر المستفيدين بأعداد قليلة، يجعل فرص الالتحاق صعبة خصوصاً في ظل قلة الأنشطة الموجّهة للطلبة الكبار.
وجود المجمعات المدرسية في أغلب المناطق السكنية حالياً يوفر إمكانات وتجهيزات لوجستية كثيرة للطلبة وللمنظمين، ويقتصر فقط على وجود المنظمين، فلو نظمت كل مؤسسة أو جهة حكومية تُعنى بخدمات المجتمع أو سواها في ظل تفعيل شعار العام والمختص بالمجتمع، لامتلأت المجمعات بالطلبة ونظمت فعاليات متنوعة تقدّم في نهاية موسمها حراكاً رياضياً وثقافياً لشريحة واسعة من الطلبة تخدمهم في تشكيل أفكارهم وتعزز هويتهم الوطنية وقدراتهم ومهاراتهم في الوقت نفسه.
ويمكن استغلال كذلك النوادي الرياضية والصالات المغلقة التي تتوفر فيها للهدف نفسه، والتنظيم لايحتاج إلا لجهة تقدّر الهدف الأسمى من الأنشطة وتتيح فرصة للقطاع الخاص للمشاركة في دعم تلك الأنشطة، ولا شك أن صيفنا يمر خفيفاً مريحاً للطلبة ولذويهم، ومثمراً بتحقيق الفائدة المرجوة التي توجّه لها الدولة وقيادتنا الرشيدة جُلّ اهتمامها بسلامة وصحة المجتمع بجميع فئاته، فالنشاط الصيفي موجّه لفكر وثقافة معززة للهوية الوطنية وهي أنشطة وقائية متكاملة لا تقل قيمتها عن الفائدة الموجهة للتعليم، في جميع المراحل، وخاصة من سنّ العاشرة إلى السابعة عشرة، ولا يعني هذا عدم إدراج الأصغر سناً إلا أن تلك المرحلة العمرية تساعد بشكل كبير في توجيه شخصية الطالب ويستقبل بها التعليمات بذهن صافٍ ومفتوح لكل أنواع المعرفة.
وإذا خصصت الأنشطة الرياضية والثقافية للأعمار الكبيرة من الطلبة، فمن المهم أن تخصص للأصغر عمراً الأنشطة الموجّهة للتفاعل الحركي والمعرفي، لنكوّن جيلاً صحياً بدنياً ونفسياً ونهيّئهم ونعدّهم لأدوارهم المستقبلية، ونشكّل توجّهاتهم من بداية أعمارهم الغضّة، ومن لم يأخذ الفائدة من المواد العلمية على مقاعد الدراسة، مؤكد ستُوجّه تفكيره الأنشطة الصيفية.
ونشكر الجهود المبذولة في الميدان من الجهات والوزارات التي قدّمت خدماتها فعلاً من بداية أيام الصيف، ونتطلّع لدخول جهات جديدة للميدان بتوجيه موظفيها للوقوف على تبنّي فعاليات متنوعة وموجّهة لطلبتنا وأبنائنا الطلبة.
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا







