عادي
تقترب من المدينة وبحاجة لبعض الخدمات

رماح.. قلب أبوظبي - العين تعكس الإصرار على إعمار الصحراء

02:59 صباحا
قراءة 4 دقائق
تحقيق: محمد الفاتح عابدين

رغم أن رماح تعدّ من المناطق البعيدة عن محيط مدينة العين، فإنها تكاد تشبه مدن إمارة أبوظبي الكبرى من نواحي توافر الخدمات والبنية التحتية بالإضافة إلى المرافق السياحية التي تحتويها ومن ضمنها منتجع صحراوي ضخم يحاكي الحياة التقليدية لسكان الإمارات.
فوقوع المنطقة في منتصف الطريق بين أبوظبي والعين جعلها قبلة لموظفي المدينتين، سواء أكان ذلك على مستوى المواطنين أم المقيمين، وشكلت ترجمة حقيقية لقدرة أبناء المنطقة على تحدي الصحراء وإعمارها.
ومن المرافق المهمة التي رصدناها خلال جولتنا في منطقة رماح قاعة الأفراح التي تخدم أهالي المنطقة وبقية مناطق القطاع وتلك المزارع الغناء المنتشرة تحت الكثبان الرملية في مشهد يعكس قوة إرادة ابن الإمارات عندما تحدى العالم وأثبت أن الصحراء القاحلة يمكن أن تتحول إلى حدائق وارفة الظلال. وقد لفت انتباهنا خلال الرحلة تلك المحمية الطبيعية التي تقع في منتصف المنطقة والتي قال عنها السكان إنها تضم الكثير من الحيوانات البرية كالغزلان والأرانب والضب الصحراوي، بالإضافة إلى أنها محطة موسمية لعبور طائري الحبارى والكروان، كما أنها تضم العشرات من أشجار ونباتات البيئة المحلية.
أعلنت شركة أبوظبي للخدمات العامة «مساندة» عن إنشاء 47 مسكناً في منطقة رماح، وسيجري تسليم المساكن إلى بلدية العين في القريب العاجل لتسلمها لمستحقيها من المواطنين.
يقول المواطن مبارك الخييلي، إن منطقة رماح تعدّ من المناطق القديمة التي تقع في المنطقة ما بين مدينة العين وأبوظبي، وقد حظيت باهتمام كبير من قبل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث كان يحرص على زيارة المنطقة وتلمس احتياجات السكان فيها.
وأضاف أن المنطقة احتوت على كثير من المشاريع التي لم تكن متوفرة في العديد من المناطق آنذاك، ما شجع سكانها على البقاء فيها.
وقال، إن منطقة رماح تشهد الكثير من التطورات بسبب توجيهات القيادة الحكيمة لدولتنا، حيث تحتوي على كافة المرافق التي يحتاجها السكان.

ضرورة وجود مركز تجاري

أما عبيد مبارك الخييلي فقد أعرب عن تقديره للحرص الذي توليه القيادة الرشيدة على توفير الحياة الكريمة ومتطلباتها لأبناء شعبها، وقال، إن منطقة رماح تشكل انعكاساً لرؤية القيادة الحكيمة، حيث إنها تتمتع بكافة المقومات التي تجعل منها مدينة متكاملة.
وأشار إلى أن وقوعها في منتصف الطريق بين أبوظبي والعين جعلها قبلة لموظفي المدينتين، سواء أكان ذلك على مستوى المواطنين أم المقيمين.
وأكد أن رماح بحاجة إلى مركز تجاري حتى تكتمل أبعاد صورتها الحضارية، فالمنطقة تحتوي على كثير من عناصر الجذب السياحي، وبالتالي فإن إنشاء مثل هذا المركز سيعزز قيمتها كوجهة سياحية محلية.

مستشفى متكامل

وذكر سعيد سالم أن منطقة رماح تعيش أزهى عهودها في الوقت الحالي، حيث إن المشاريع التي تنفذها بلدية العين متواصلة وتخدم كافة شرائح المجتمع، لافتاً إلى أن المنطقة اشتهرت بكثرة غاباتها ومزارعها وارتفاعها النسبي عن سطح الأرض، ما يجعل أجواءها مميزة أغلب فصول العام.
ويرى أن المنطقة بحاجة إلى مستشفى متكامل باعتبار وقوعها في منتصف مدن ومناطق القطاع، بالإضافة إلى ازدياد الكثافة السكانية في وقتنا الحالي وخلال المستقبل، مؤكداً أن وجود المستشفى سيسهم في تعزيز استقرار الأسر وتوفير السلامة لأفرادها.

الشوارع والطرقات

وتقول «أم حمد» وهي ربة بيت، إن منطقة رماح الآن تختلف كثيراً عن المنطقة نفسها قبل أكثر من عشرين عاماً، حيث ازدهرت وتوجد بها مدارس ومركز للتنمية الأسرية ويبذل العاملون فيه قصارى جهدهم في تحفيز المواطنين من مختلف الجنسين للمشاركة في الفعاليات التي ينظمها، معربة عن أملها في توفير مزيد من المطبات في الشوارع والطرقات الداخلية من أجل إلزام السائقين على تخفيف سرعاتهم أمام المنازل السكنية، لا سيما تلك التي يوجد بها أطفال صغار.

مقيم رماح يشيد بالمواطنين

ويشير عبدالحميد محمد وهو مقيم في منطقة رماح منذ أكثر من 30 عاماً إلى أن المنطقة مرت بالعديد من مراحل التطور شهدت خلالها الكثير من المشاريع الحيوية والمهمة، مضيفاً أنه في الماضي كان يتكبد الكثير من العناء لإنجاز متطلبات أسرته المعيشية وهو الأمر الذي انتهى بعد افتتاح عدد من محال التسوق والجمعيات في المناطق المجاورة لرماح، إضافة إلى وجود الكثير من الأسر المواطنة التي باتت تعتبره أحد أبنائها وهو يقول في هذا الصدد، «إن الأهالي في المنطقة يتعاملون مع أسرتي وكأنها واحدة منهم وهذا السلوك يعكس الأخلاق الرفيعة التي يتمتع بها المواطن الإماراتي وأفراد أسرته. لقد مررنا بجميع الظروف وكان جيراننا المواطنون هم أول من يقف معنا، وكثيراً ما كنت ألاحظ فيهم تلك النخوة وحب القيام بالواجب، وهو الأمر الذي دفعني إلى البقاء بجوارهم كل تلك الأعوام».

رفع كفاءة البنية التحتية

نفذت بلدية العين مشروع تطوير ورفع كفاءة الطرق والبنية التحتية للشعبيات في رماح، التي تعد من أكبر المناطق في القطاع الجنوبي لبلدية مدينة العين، ضمن مشاريع تطوير المناطق القديمة في مدينة العين والمناطق البعيدة من خلال رفع كفاءة البنية التحتية. ويهدف المشروع إلى تحسين ورفع كفاءة الطرق الداخلية في الشعبية القديمة رماح وفقاً لأرفع المعايير العالمية، إلى جانب عدد من مشاريع الطرق الداخلية في القطاع الغربي للمدينة منها صيانة الطرق الداخلية وتطوير البنية التحتية في الأحياء السكنية وإنشاء بنية تحتية للأحياء والمساكن الجديدة رماح، وإنشاء مماشٍ في رماح وحديقة مصغرة في المنطقة نفسها، ويعمل المشروع على توفير الإنارة الحديثة، والأرصفة، ونظام صرف مياه الأمطار، وإنشاء طرق جديدة تمتد عبر الشعبيات وحتى أبواب المساكن بطريقة عصرية.

خريطة متنوعة من المشاريع

تجمع منطقة رماح الكثير ما بين الأصالة والحضارة من حيث التنوع الحضاري الذي يعيشه سكانها حيث تقع مزارعهم على مقربة من أماكن سكنهم، وكذلك هو الحال بالنسبة لمربي الماشية، إلى جانب تلك الخريطة المتنوعة من مشاريع البنية التحتية والحضارية.
كما يوجد في المنطقة استراحة خاصة تضم مرافق متنوعة وملاعب لكرة القدم إلى جانب المسطحات الخضراء، يعتبر مركز رماح من المراكز الجديدة في مؤسسة التنمية الأسرية، وهو يقع في منطقة رماح «بين إمارة أبوظبي ومدينة العين»، ليغطي بخدماته كلاً من مناطق اليحر، الساد، أبو سمرة، الخزنة، الختم، ويهتم المركز بتقديم الخدمات والبرامج لجميع أفراد الأسرة من مختلف الفئات العمرية، ويقدم المركز مجموعة من البرامج والفعاليات على مدار العام.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"