عادي
1500 جريح.. والاحتلال يستهدف متظاهري غزة بطائرة استطلاع محملة بالقنابل

16 شهيداً بمسيرة العودة في يوم الأرض

05:32 صباحا
قراءة 5 دقائق
تخضبت فلسطين بدماء 16 شهيداً وأكثر من 1400 جريح في قطاع غزة، فيما سقط عشرات الجرحى في محافظات الضفة الغربية والقدس المحتلة، في وقت انتفضت الأراضي المحتلة عام 1948 في وجه الاحتلال «الإسرائيلي» في مسيرة العودة الكبرى التي انطلقت أمس في كل فلسطين في يوم الأرض، بينما أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد العام في الأراضي المحتلة.
وأكدت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد 16 فلسطينياً وإصابة أكثر من 1500 مواطن بجروح مختلفة واستنشاق الغاز. ودعت مستشفيات قطاع غزة الفلسطينيين بضرورة التبرع بالدم لصالح الجرحى والمصابين من المواجهات الدائرة مع الاحتلال على حدود قطاع غزة.
وتجمع عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة من كافة أطياف وفئات الشعب، على السياج الأمني الفاصل مع الاحتلال، حيث واجههم الاحتلال بالقوة المميتة، واستخدام طائرات من دون طيار لأول مرة لرشقهم بالقنابل الغازية السامة، بالإضافة إلى إقامة سواتر ترابية خارج السياج الحدودي.
وأزال مئات الفلسطينيين السياج الأمني «الإسرائيلي» شرق البريج. وقالت مصادر فلسطينية إن المتظاهرين اخترقوا الحدود.
وذكرت القناة الثانية «الإسرائيلية» أن رئيس أركان جيش الاحتلال غابي ايزنكوت أشرف شخصياً على جنوده لقمع مسيرات العودة على حدود غزة.
وفي الأثناء، أطلقت المدفعية «الإسرائيلية» قذيفتين على الأقل صوب نقطة رصد للمقاومة الفلسطينية جنوب شرق مدينة غزة. وأطلقت المدفعية قذائفها تجاه الموقع بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة على بعد مئات الأمتار فقط من تواجد عشرات الآلاف من المتظاهرين. وقامت قوات الاحتلال بإطلاق نار كثيف صوب الموقع التابع ل«سرايا القدس» الذراع العسكرية ل«الجهاد الإسلامي» دون الإبلاغ عن وقوع إصابات في القصف.
وفي وقت متزامن، أطلقت المدفعية عدة قذائف صوب موقع آخر للمقاومة في جحر الديك شمال شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة. وكانت مدفعية الاحتلال قصفت صباحاً أرضاً زراعية ما أدى لاستشهاد مزارع وإصابة آخر في خان يونس.
وأصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق نتيجة قمع قوات الاحتلال لمسيرة في قرية المزرعة الغربية شمال غرب رام الله، لمناسبة ذكرى يوم الأرض. وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المواطنين، ما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات اختناق.
وعند المدخل الشمالي لمدينة البيرة، قمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية خرجت عقب صلاة الجمعة، لإحياء ذكرى يوم الأرض وتعبيراً عن رفضهم وغضبهم من إعلان ترامب بشأن القدس المحتلة.
وأطلق الاحتلال الأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع تجاه المشاركين، ما أدى لإصابة عدد من الشبان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، كما أقدمت قوات الاحتلال على رش المواطنين والشوارع والمركبات بالمياه العادمة.
وفي قرية بدرس غرب رام الله، أصيب شابان برصاص «التوتو»، إضافة إلى العشرات بحالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال المواجهات التي اندلعت بين جيش الاحتلال وأهالي القرية، التي تحولت إلى ثكنة عسكرية.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات كبيرة في القرية، وتمركز القناصة على أسطح المنازل، بهدف قمع التظاهرة التي ينظمها أهالي القرية للجمعة ال13 على التوالي رفضاً لإعلان ترامب، وإحياء لذكرى يوم الأرض الخالد.
وفي قرية قصرة جنوب شرق نابلس، قمعت قوات الاحتلال مسيرة سلمية توجهت إلى المنطقة المهددة بالمصادرة، لزراعة الأشجار فيها.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المواطنين، ما أدى إلى إصابة العديد منهم بحالات الاختناق، كما منعت المواطنين من زراعة الأشجار، فيما شهدت المنطقة تواجداً مكثفاً لجيش الاحتلال والمستوطنين.
وشارك عشرات المواطنين، ونشطاء مقاومة الجدار والاستيطان، في مسيرة سلمية خرجت في قرية الولجة غرب بيت لحم. وانطلقت المسيرة التي شارك فيها نشطاء أجانب، من أمام المدخل الرئيسي للقرية، وصولاً إلى جبل «رويسات» جنوب غرب القرية، والمهدد بالاستيلاء عليه لأغراض استيطانية، ورفعوا الأعلام الفلسطينية واليافطات التي كتب عليها عبارات تؤكد التمسك بالأرض وعدم التفريط بها.
وفي مدينة الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال شابين أثناء محاولتهما الدخول إلى الحرم الإبراهيمي الشريف لأداء صلاة الجمعة. كما اندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وجنود الاحتلال، في محيط شارع الشهداء، استخدم خلالها الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المشاركين، الذين توجهوا للاعتصام أمام مبنى الزعتري الذي استولى عليه المستوطنون.
واندلعت مواجهات عنيفة في قرية كفر قدوم شرق محافظة قلقيلية، عقب انطلاق المسيرة الأسبوعية السلمية في القرية، في الذكرى ال42 ليوم الأرض، وتنديداً بإعلان ترامب القدس المحتلة عاصمة ل«إسرائيل»، وللمطالبة بفتح الشارع الرئيسي للقرية المغلق منذ العام 2003.
وفي مدينة سخنين داخل أراضي عام 1948، انطلقت مسيرة حاشدة شارك بها المئات من أبناء المدينة، إحياء لذكرى يوم الأرض. وجابت المسيرة شوارع مدينة سخنين، ورفع خلالها المشاركون العلم الفلسطيني، مرددين الهتافات والشعارات الداعية للتمسك بالأرض، والتحمت المسيرة بمسيرات أخرى مشابهة انطلقت من قرى دير حنا وعرابة البطوف، تخليداً لذكرى الشهداء.
كما نظم الأهالي وعائلات الشهداء في سخنين زيارة للنصب التذكاري للشهداء الذين ارتقوا في يوم الأرض، ووضعوا إكليلاً من الزهور عليه، فيما نصب الأهالي خيمة لإقامة الفعاليات والعروض المسرحية والتمثيلية التي تعكس المحطات التاريخية التي مرت بها القضية الفلسطينية، بدءاً من النكبة والنكسة والانتفاضتين.
وقال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، إن مسيرة العودة الكبرى برهنت للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولصفقته أنه لا تنازل عن القدس، ولا بديل عن فلسطين، ولا حل إلا بالعودة.
وذكرت وكالة أنباء الصحافة الفلسطينية (صفا) أن هنية قال خلال كلمة له للمشاركين في المسيرة شرق مدينة غزة: «العودة لفلسطين ولكل فلسطين، لا تنازل ولا تفريط ولا اعتراف بإسرائيل على شبر واحد من أرضها»، وتابع: «ها هو الشعب الفلسطيني يحمل زمام المبادرة ويصنع الحدث». وشدد على أن مسيرة العودة الكبرى هي البداية للعودة إلى كل أرض فلسطين.
وأكد عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي» محمد الهندي أن مسيرة العودة الكبرى والروح التي يتحلى بها الشعب الفلسطيني، في يوم الأرض، تثبت للعالم ول«إسرائيل» أنَّ شعبنا قادر على مواجهة المؤامرة التي تعصف بالقضية. وأوضح الهندي أن مسيرة العودة الكبرى تحمل رسائل عدة في أكثر من اتجاه، أولها رسالة موجهة إلى العالم والضمير الإنساني الميت الذي يصمت على المذابح والمجازر منذ 70 عاماً، أنَّ المقاومة في جينات الشعب الفلسطيني.
وأكدت حركة «فتح» في الذكرى ال42 ليوم الأرض أن الشعب الفلسطيني سيبقى متجذراً منغرساً في أرضه، ثابتاً مدافعاً عن حقوقه الراسخة، محافظاً على أرض الآباء والأجداد. وقالت إن الشعب يضرب أروع معاني العزة والصمود والبقاء والدفاع عن أرضه كما هويته الوطنية، من خلال بقائه وصموده فوق أرضه ودفاعه عنها، وإصراره على هويته الوطنية، بكل مكوناتها، أمام هذه الهجمة «الإسرائيلية» الأمريكية على أرضنا ومقدساتنا وعلى كل مكونات موروثنا الثقافي وفي مقدمته القدس. ودعت «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» في بيروت، في «يوم الأرض» إلى اعتبار يوم الأرض يوماً لتطوير انتفاضة القدس والحرية، من خلال المزيد من القوى وحشد المزيد من الطاقات، وتوسيع دائرة الاستقطاب لصالح انتفاضة شعبية شاملة.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"