عادي
تعاونيات ومنافذ تستقبل الازدحام الشرائي بخطط طوارئ

مستهلكون يستقبلون رمضان بشره في التسوقّّ

05:47 صباحا
قراءة 5 دقائق
تحقيق: يمامة بدوان

لم يكن أمام مسؤولي الجمعيات التعاونية، ومنافذ البيع الكبرى، سوى الإعداد المسبق لحالات الطوارئ التي تحدث سنوياً عشية رمضان، والمتمثلة في الازدحام في الحركة الشرائية، حيث بلغ الأمر في بعض التعاونيات انتظار المستهلكين في مواقف السيارات للحصول على عربات التسوق لآخرين عقب تفريق محتوياتها في مركباتهم.
«الخليج» تجولت في إحدى التعاونيات الكبرى، ورصدت التسوق في الساعات الأخيرة، وسط حضور عائلي لأغلبية المستهلكين الذين بحسب تعبيرهم، أن التسوق عشية رمضان بوجود أفراد العائلة، هو سلوك وطقس خاص بالمناسبات الدينية، حيث إنهم يفضلون قضاء ساعات في الاطلاع على العروض المغرية، وانتقاء ما يحتاجون إليه.
وأكد محمد الخاجة، مدير عام جمعية الإمارات التعاونية في دبي، أنه تم وضع خطة طوارئ، لمواجهة الازدحام الشرائي عشية رمضان لهذا العام، من خلال توزيع العروض الترويجية على فترتين، الأولى تستمر أسبوعاً قبل رمضان، فيما ستكون الثانية في الأيام الأولى من الشهر الفضيل، الأمر الذي يجعل مرونة في التسوق، حيث من المتوقع استقبال 120-150 ألف متسوق عشية الشهر الفضيل، مقارنة مع 12 ألف مستهلك في الأيام العادية، كما تم تعيين موظفي كاشير بشكل مؤقت في جميع الفروع السبعة، وتوقيف الإجازات الأسبوعية لجميع العاملين طوال الشهر، على أن يتم تعويضها عقب عيد الفطر.
وأوضح أن آلاف المتسوقين يأتون من إمارات أخرى، مثل رأس الخيمة والفجيرة، لشراء احتياجاتهم، ضمن العروض الترويجية التي يصل التخفيض فيها إلى 70% في المنتجات الأساسية، لافتاً إلى أن 3 آلاف صنف يشمله التخفيض، سواء في العروض الرمضانية، أو الأسبوعية.

ساعات الذروة

وقال خالد حميد بن ذيبان الفلاسي، مدير عام تعاونية الاتحاد في دبي، إن التسوق الليلي، يعد وسيلة فعالية لتقليل حالات الازدحام الشرائي في ساعات الذروة، الذي يسبق الشهر الكريم ببضعة أيام، حيث إن التعاونية، وحرصاً منها على سلاسة التسوق، وعدم استغراق الفرد وقتاً مطولاً، ستعمل على تخفيض الأسعار بنسبة 10% على المنتجات بعد منتصف الليل، لتشجيع المستهلكين على التسوق ليلاً، وذلك منتصف شهر رمضان، في 3 فروع، تعمل على مدار ال24 ساعة، وهي الطوار، وأم سقيم، والوصل، حيث تم تشغيل هذه الفروع على مدار الساعة، تزامناً مع الشهر الكريم لإتاحة المجال للمتسوقين، من أجل التمتع بالتسوق في أي وقت يرونه مناسباً، وكخطة لتخفيف الازدحام وتجنب الطوابير.
وأضاف أن من المرجح أن يصل عدد المتسوقين عشية شهر رمضان إلى 400 ألف مستهلك، مقارنة مع 120 ألف مستهلك في الأيام العادية، أي بنسبة زيادة تتجاوز 230%، الأمر الذي يتطلب فريق عمل على أتم الاستعدادية، للتعامل مع حالات الازدحام الشرائي، التي ستعم الفروع كافة، خاصة أن 49% من مشتريات المتسوقين تجري خلال فترات العروض الترويجية.

عمل متواصل

من جهته، ذكر حسن علي القصعي، مدير عام جمعية أسواق عجمان التعاونية، أن الحركة الشرائية تشهد ارتفاعاً فاق ال60%، بالرغم من إطلاق عدد من الحملات الترويجية مطلع الشهر الجاري في الجمعية، إلا أن المستهلكين يحبذون التسوق عشية رمضان، لأسباب ترتبط بالبهجة التي يشعرون بها خلال الاستعداد للشهر الكريم، حيث تم اتخاذ كامل التجهيزات، لتجنب الازدحام أمام أجهزة الكاشير، من خلال تعيين 50 موظفاً مؤقتاً، لتسريع عملية تعبئة مشتريات الزبائن، والمساعدة في توصيل العربات إلى مركباتهم في مواقف السيارات.
وأشار إلى أن الجمعية رصدت 50 مليون درهم لتوفير سلع غذائية واستهلاكية، طوال شهر رمضان، ضمن خطة شاملة لتلبية احتياجات المستهلكين.
أوضح ميجيل بوفيدانو، الرئيس التنفيذي للعمليات في الإمارات ومدير إدارة التميز لدى ماجد الفطيم للتجزئة، أن إدارة «كارفور»، لديها جاهزية قصوى للتعامل مع الازدحام الشرائي عشية شهر رمضان، من خلال إطلاق حملات ومبادرات ترويجية على مستوى الدولة، فضلاً عن توفير سلال رمضانية بقيمة 100 درهم، تشمل مجموعة من المواد الغذائية الأساسية كالأرز، والطحين، وزيت الطهي، والمعكرونة، أما السلة التي تبلغ قيمتها 200 درهم، فتضم بالإضافة للمواد الغذائية الأساسية، منتجات أخرى مثل الحبوب المجففة، والعصائر الطازجة، ومنتجات أخرى، كما تصل خصومات أسعار المنتجات العادية الفردية للسلال إلى 34%.
وأكد أن الحركة الشرائية في شهر رمضان تصل إلى ذروتها، حيث يُقدم المستهلكون على شراء السلع الأساسية بكميات أكبر.

كاشير محمول

وقال وليد المغربي، مدير المشتريات والعمليات في جمعية الإمارات التعاونية بدبي، إنه تجري دراسة تطبيق «الكاشير المحمول» في الفروع كافة، من بداية شهر رمضان، على أن تستمر الخدمة مجاناً طوال العام، من أجل تقليل وقت انتظار المتسوق في «الطابور»، خاصة في الأيام الأولى من شهر رمضان، التي تصل إلى الضعف، نتيجة غياب الثقافة الشرائية لدى أغلبية المستهلكين.
وأضاف أن الازدحام في الحركة الشرائية بلغ ذروته عشية رمضان، ليصل الأمر إلى انتظار عدد من الزبائن للمستهلكين الآخرين في مواقف السيارات، كي يحصلوا على العربات عقب تفريغها من المشتريات.
من جهته، قال المهندس سمير الكاشف، مسؤول مجموعة مزارع اكساليبر للمنتجات العضوية، أنه تمت زيادة المساحات المزروعة بجميع الأصناف قبيل حلول الشهر الكريم، تفادياً لحالات النقص التي قد تحدث في الأسواق، خاصة أنه تم التعاقد مبكراً مع عدد من التعاونيات الكبرى بالدولة، والتي توفر قسماً لبيع المنتجات العضوية، لكونها تلاقي إقبالاً واسعاً من المستهلكين.
وأضاف أنه يتم توريد 3 أطنان يومياً من مزرعة اكساليبر فقط، الأمر الذي قد يعني إنتاج نحو 1000 طن من الخضار العضوي يومياً من المزارع كافة، على مستوى الدولة.
بدورهم، أوضح عدد من المستهلكين أن إرجاء التسوق للساعات الأخيرة عشية رمضان، يرتبط بالطقوس السنوية التي تمارسها أغلبية العائلات، والتي تتمثل باصطحاب الأطفال وأفراد العائلة إلى منافذ البيع والتعاونيات، ليس للتسوق فقط، بل لقضاء وقت يجمع العائلة ككل وسط عائلات أخرى تعيش ذات الفرحة باستقبال الشهر الفضيل.
وقال شوقي خليل، إنه أمضى قرابة ساعة ونصف الساعة في تسوق احتياجات رمضان، فهو يمنح هذا السلوك المتكرر سنوياً وقتاً مطولاً، للاطلاع على العروض الترويجية، ومقارنة الأسعار، من باب الفضول والحرص على شراء المنتج ذات الجودة العالية.
وأوضح محمود إبراهيم، أن العروض الترويجية مغرية جداً، لكنها تبقى عروضاً لجذب الأيدي الشرائية، حيث إن المستهلك يفضل الاطلاع على عدد من المنافذ المختلفة، لرصد أفضل العروض، ومن ثم شراء احتياجاته، الأمر الذي يدفعه لتأجيل ذلك حتى عشية رمضان.
إلا أن سميح حامد، فقال إنه لم يجد الوقت الكافي للتسوق في الأيام الماضية، فطبيعة الحياة وساعات العمل حالت دون ذلك، الأمر الذي جعله يؤجل ذلك حتى عشية رمضان.
بدوره، أكد خالد المقبالي، أن لجوءه لشراء 3 عربات من المنتجات، ليس تبذيراً، بل هو اختصار للوقت والجهد الذي يتطلبه للتسوق، حيث إنه يصطحب عائله عشية رمضان سنوياً، لشراء احتياجات أول أسبوعين من رمضان، وبذلك يكون قد تسوق متطلبات منزله وسط أجواء عائلية تشبه النزهة.

فروق في الأسعار

لجأت أغلبية منافذ البيع والتعاونيات إلى الترويج لحملاتها التخفيضية، عبر «بروشورات» وصل عدد صفحات بعضها إلى 100 صفحة، شملت المنتجات التي تتضمنها العروض بأسعارها السابقة والحالية.
«الخليج» رصدت الفروق السعرية لدى أماكن البيع، ليتضح أن الفرق بالسعر بلغ في بعض الأحيان 5 دراهم، كما هو الحال في عبوتيّ زيت عافية سعة 1.8 ليتر، حيث يتم بيعها في إحدى التعاونيات بدبي ب29.95 درهم، مقارنة مع 34.95 درهم في أحد منافذ البيع بعجمان، إلا أن الفرق في سعر دجاج «ساديا» لم يتجاوز الدرهم الواحد، في كل من تعاونيات دبي والشارقة وعجمان، بينما بلغ الفرق السعري في أرز صنوايت وزن 6 كيلوغرامات 3 دراهم، حيث يصل سعره في إحدى التعاونيات الكبرى بدبي إلى 24.95 درهم، مقارنة مع 27.95 درهم في تعاونية أخرى بعجمان.
كما شملت الفروق السعرية منتجات أساسية، منها الدقيق وزن 10 كيلوجرامات الذي بلغ سعره في أحد منافذ البيع الكبرى بدبي إلى 19.75 درهم، و17.95 في عجمان، مقارنة مع 22.99 درهم في منفذ آخر بالشارقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"