القرين.. ما هو؟ وهل يموت؟ (٢-٣)

03:01 صباحا
قراءة 3 دقائق
د. عارف الشيخ

قلنا بأن ابن تيمية رحمه الله تعالى، قال بأن الشيطان خلق ليبقى شيطاناً، وحتى قرين الرسول صلى الله عليه وسلم، لم يسلم ولكنه أُسلم (بضم الهمزة) أي أنه استسلم وهو معنى قوله عليه الصلاة والسلام: «إلاّ أن ربي أعانني عليه».
إذن قرينك من الجن هو شيطان لا يموت بموتك ولكنه يفارقك لأنه بموتك انتهت مهمته وهي الإغواء.
ويقول الداعية الإسلامي: «ليس هناك شيء اسمه قرين، وإنما هو الشيطان الذي وكّل بإغوائك، وأنت الذي تحدد القرين لنفسك، فإن اتجهت إلى الشر فأنت اتبعت الشيطان وهو ما يسمونه بالقرين من الجن وتنتهي صلة القرين بالإنسان بمجرد موته».
ولو عدنا إلى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية بأن القرين هو الشيطان والشيطان لا يسلم، فإننا نجزم أيضاً بأن الشيطان لن يموت مادام الإنسان حياً على الأرض، لأنه خلق لإغوائه.
وقد قال ابن عثيمين وسمعت الشيخ عمر عبد الكافي يقول أيضاً بأن الإنسان بموته تنقطع علاقته بالدنيا، وتنتهي صلة القرين به لأن الحديث يقول: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث والقرين ليس داخلاً فيه».
إذن أين يذهب القرين؟ وقد قلنا بأنه خلق ليلازم هذا الإنسان بعينه،
وهاهو الإنسان قد توفي، وقلنا بأن القرين لايموت بموت هذا الإنسان، لأن الله تعالى قال على لسان إبليس: «قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون، قال فإنك من المنظرين، إلى يوم الوقت المعلوم» (الآيات 36 - 38 - سورة الحجر) أي أنه وأعوانه يغوون الناس إلى قيام الساعة حيث يموت كل المخلوقين ومنهم إبليس والجن.
لكن يقول بعض العلماء: القرين مخلوق له أجل وعمر معلوم، ومهمة محددة، ولكن لا يشترط أن يرتبط موته بموت الشخص الذي كلف بإغوائه، ومن ثم فإن القرين يبقى بعده إلى أن يأذن الله تعالى بموته، وهنا ندخل في منطقة الغيبيات التي قال الله تعالى عنها: «ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً (الآية 36 من سورة الإسراء).
وبالمناسبة فقد قرأت بحثاً عن القرين بعنوان أغرب من الخيال وتحته حقائق مهمة عن القرين، وبعد أن استشهد الكاتب بالآيات من سورة ق: «وقال قرينه هذا ما لدي عتيد، .... إلى آخرها».
واستشهد بالأحاديث الصحيحة قال بعد ذلك: «لكل إنسان قرينه يلازمه ويوسوس له ويجعله يرتكب المعاصي، وهو من الجن طبعاً» وقال بأن القرين لا يحترق ولا يموت لأنه يلازم الإنسان طالما هو حي.
والقرين بما أنه من الجن، فإنه إذا تسلط على الإنسان يمكن أن يدخله في دائرة السحر والشعوذة، ومن هذا الباب دخل من قال بتحضير الأرواح لأنه يستجيب للشيطان (القرين) ومن يحضر الأرواح يستعين بالطلاسم وهي كلمات غير مفهومة (شركيات).
ومعروف أن محضر الأرواح لا يستعين بالجني المؤمن لأنه لا يطيعه بل بالفاسق الذي يمده أحياناً ببعض الأجوبة عن تساؤلاته وإن لم يحصل على ما أراد ظل يماطل من استعان به ليحصل على مبلغ أكبر، ولن يستطيع القرين من الجن أن يحقق له شيئاً على خلاف ما أراد الله تعالى.
لكن يبقى مع ذلك في النفس شيء، لأنه يخبر من استعان به ببعض الحقائق أحياناً، وكأنه أو كأن القرين التقى بأرواح أموات ذلك الشخص، بمعنى أن القرين مازال على اتصال بروح ذلك الميت فهو لم يمت ولم تنته علاقته به. هذا وللحديث بقية..

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلف وشاعر وخطيب. صاحب كلمات النشيد الوطني الإماراتي، ومن الأعضاء المؤسسين لجائزة دبي للقرآن الكريم. شارك في تأليف كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلتين الابتدائية والإعدادية. يمتلك أكثر من 75 مؤلفا، فضلا عن كتابة 9 مسرحيات وأوبريتات وطنية واجتماعية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"