احترام المشاة أولاً

محليات
04:06 صباحا
قراءة دقيقتين

نقدر جهود إدارات المرور والترخيص لخفض عدد الحوادث المرورية التي يتعرض لها المشاة، خاصة تلك التي يكون سببها العبور الخاطئ للشوارع من غير الأماكن المخصصة لهم، والتي تضمن انتقالهم إلى الطرف الآخر من الشارع في أمان .

لكن هذه الجهود تبقى محدودة الفاعلية إذا لم تكملها ثقافة احترام المشاة، وتأكيد وجود ممرات عبور آمنة، لأن كثيراً من الشوارع حقيقة تفتقر إلى وجود هذه الممرات، فضلاً عن تعدي المحال التجارية على أرصفة المشاة، ولجوء شركات المقاولات إلى الاستيلاء على الأرصفة لإنجاز أعمالها بسبب ضيق المكان، وفي كل الأحوال يضطر المشاة إلى السير بين السيارات أو بمحاذاتها ما يعرضهم لخطر الصدم والدعس، أو يضطرون للانتقال إلى الرصيف المقابل فيحدث ما لا تحمد عقباه .

إدارة المرور في دبي أعلنت أن 333 حادث دعس وقعت العام الماضي راح ضحيتها 41 شخصاً، وأصيب فيها 357 آخرون، وأنه في شهر يناير/ كانون الثاني الماضي تمت مخالفة 1996 شخصاً، عبروا شوارع من غير الأماكن المخصصة للمشاة فيها، وفي الأرقام دلالات كثيرة، يجب الإشارة في مقدمتها إلى استهتار المشاة أنفسهم باللوائح والقوانين المنظمة لحركتهم، خاصة حظر عبورهم الشوارع التي تزيد سرعة السيارات فيها على 80 كيلومتراً في الساعة .

لكن هذا لا يمنع على الإطلاق من تأكيد غياب ثقافة احترام المشاة لدى بعض الجهات المعنية، بدليل افتقار بعض الشوارع إلى خطوط عبور المشاة، واللافت للنظر وجود بعض الإشارات المرورية الضوئية التي تسمح للمشاة بعبور الشارع على مراحل، وعليه الانتظار بين المرحلة والتي تليها، وهذا الانتظار الطويل في مواقع خطرة بين سيارات تعبر مسرعة يكون المشاة خلالها عرضة للموت أو الإصابة نتيجة أي حادث مروري مفاجئ لا قدر الله .

المخالفات لردع المستهترين وغير الملتزمين مطلوبة، وضرورية، وعامل مهم يسهم في خفض أعداد حوادث الدعس، وبالتدريج نتعلم احترام اللوائح المرورية التي وضعت للحفاظ على أرواحنا، ويا حبذا لو علمناها لأطفالنا في المدارس، وأكدناها للشباب في المدارس والجامعات .

وفي الوقت نفسه، يجب ألا نترك ثغرة لأحد أن يخالف منها، فنحرص على توفير أماكن عبور آمنة للمشاة في جميع الشوارع، تعطيهم أولوية العبور كما تعطى هذه الأولوية للسيارات، فلا يكون عبورهم لفترة وجيزة جداً لا تتجاوز الثواني الفاصلة بين إشارة ضوئية مرورية وأخرى .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"