يا لها من كلمة عظيمة نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، نفتخر بأننا نحن أمة اقرأونحن أحق من أمم أخرى بالقراءة، ولكن المؤسف والمحزن أننا ابتعدنا عنها، وتلهينا بأشياء كثيرة لا أهمية لها . منذ سنوات مضت كنا نشجع الأطفال على القراءة ونصطحبهم إلى معرض الكتاب، ولكن اليوم نزودهم بالأجهزة الإلكترونية ونشجعهم على ذلك خلف ستار التطور حتى أصبحوا مدمنين على هذه الأجهزة، وتغيرت نظرتهم للكتاب المقروء الذي يغذي عقولهم ويفتح بصيرتهم، في تلك الأيام كان التشجيع من قبل المدارس بجانب الأهل حتى إنني أذكر إلى الآن بعض مقاطع من الأناشيد، أذكر بعض كلماتها .
وكان معرض الشارقة الدولي للكتاب بالنسبة إلينا حلماً ننتظره ونعد الأيام لاستقباله .
مرت السنوات بسرعة واليوم نستقبل المعرض بمرور 31 عاماً على تأسيسه، وكل يوم بحلة جديدة يشبع رغبات المثقفين من ألوان الكتب، والمعارف، والأهم من كل ذلك البرنامج الفكري المصاحب للمعرض، من خلاله نتعرف إلى الثقافات، ولقاء المثقفين من الدول العربية والأجنبية والمقاهي الثقافية ومشاركة كتابنا المحليين في المقهى الثقافي بجانب جائزة الاتصالات لكتاب الطفل، وجائزة أفضل كتاب محلي، والشخصية الثقافية والجديد الذي استحدث في المعرض منذ السنة الماضية التعرف إلى ثقافة الآخرين من خلال ضيافة الشرف لإحدى الدول المشاركة، لنطلع على ثقافتهم عن قرب، وهذه السنة سنتعرف إلى جمهورية مصر العربية أم الدنيا وأم الثقافة، وكما عرفناها بحضارتها العريقة ومبدعيها في جميع المجالات، وهذه السنة ستكون باكستان من الدول التي سنتعرف إلى ثقافتها أيضاً من خلال الدعاية لها من قبل منظمي المعرض . باكستان موطن الشاعر الكبير محمد إقبال الذي ترجمت له قصائد كثيرة إلى اللغة العربية فهو من الشعراء الذين نفتخر بهم كمسلمين .
في حب الكلمة المقروءة نعم بين دفات الكتاب نجد الحميمية، وعند ملامستنا للورق شعور يختلج في ذاكرتنا، كلمات وحروف رسمتها الأنامل من خلاصة الفكر والإبداع . هذا الكتاب الذي نعتبره خير جيلس حتى في وقتنا الحالي في زمن التكنولوجيا، فالقراءة في الكتاب وملامسة الورق لهما طعم خاص، وطقوس لنا فيها ذكريات كثيرة وجميلة، من خلال هذا المعرض كانت لنا وقفات كثيرة في حب الكلمة المقروءة عنوان يشدك ويجعلك تتمسك بالكتاب الذي هو إلى الآن سيد المعرفة مهما تطورت التكنولوجيا .
همسة: تحية لكل مبدعي الإمارة الباسمة لتنظيمهم الرائع لهذا المعرض المتميز .
