إذا كانت الجائزة الأم (نوبل للآداب) قد انطلقت مسيرتها في فضاءات التحفيز البشري الثقافي منذ عام 1901 وحتى يومنا الحاضر، لتحط رحالها في كل موسم زمني سنوي في يد كاتب قدّم خدمة كبيرة للإنسانية، من خلال عمل أدبي وأظهر «مثالية قوية»، بحسب وصف ألفرد نوبل، في وصية «الأكاديمية السويدية» لهذه الجائزة؛ إذ تفتح الجائزة الأعرق والأكثر إعلامية وشهرة في العالم، للفائز بها أبواب العالم وتسلط الضوء على المؤلف وعمله، ما يتيح له ترويجاً على نطاق عالمي واعترافاً دولياً، فإن «جائزة العويس للإبداع» التي نظّمتها ندوة الثقافة والعلوم في دبي منذ عام 1990 بدعم من الشاعر الإماراتي الراحل سلطان بن علي العويس رحمه الله لعبت دوراً كبيراً في تحفيز المبدعين، بعد نحو تسعين عاماً من جائزة نوبل للآداب، بغية تشجيع الباحثين والدارسين الإماراتيين على توجيه أبحاثهم وجهودهم الإبداعية لما يخدم قضايا التنمية بالدراسة والتحليل والاستشراف، ويبرز المواهب المتعددة في البحث والابتكار العلمي والفكري والأدبي والفني، والإفادة من الباحثين المقيمين في إعداد دراسات عن مجتمع الإمارات.
في مثل هذه النوعية من الجوائز الرصينة الرامية إلى تحفيز المتقدمين إلى خوض غمار فئاتها وتقسيماتها الثقافية، للاستمرار في الميدان الإبداعي، مواصلة منهم في رفد المشهد الثقافي بمنتجاتهم الفكرية، سواء ظفروا بالجائزة المستهدفة أم لم يحالفهم الحظ في ذلك. وهنا نأخذ مثالاً إماراتياً ممن نالوا نصيباً من «جائزة العويس للإبداع» في مسابقة البحوث من القسم الثالث (المسابقات العامة)، حيث «الدراسات الإنسانية المحور الإعلامي والمعلوماتي» التي كانت من نصيب الباحث ناصر أحمد إبراهيم اليعقوبي الزعابي عن بحثه «دور الإعلام المرئي (الرسوم المتحركة) وتأثيره على الثقافة الأمنية للأطفال»، في سنة 2018 ضمن نتائج الدورة ال25.
ناصر أحمد اليعقوبي، محاضر أمني معتمد من وزارة الداخلية تخصص علاقات عامة، أحد مؤسسي مكتب التوعية المرورية في إدارة المرور في رأس الخيمة، مبتكر مجموعة ألعاب توعوية للأطفال، وأحد مؤسسي مجموعة «انعكاس الفنية»، وأحد مؤسسي فيلا سينما، وممثل مسرحي ومخرج سينمائي برع في إخراج الأفلام الوثائقية.
ناصر اليعقوبي الذي نال «جائزة العويس للإبداع» لم يركن إلى نجاحه هذا اكتفاء بما حققه من فوز بحثي في الدراسات الإنسانية، عبر المحور الإعلامي والمعلوماتي؛ بل كانت الجائزة حافزاً لمزيد من المثول في المشهد الإبداعي البحثي استثماراً للطاقة الفكرية الكامنة في داخله، وتمثيلاً لدولة الإمارات من خلال المشاركة في المؤتمر الدولي السادس (الفنون التشكيلية وخدمة المجتمع: الفن والاتصال في سياق العولمة)، الذي نظمته كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر بجمهورية مصر العربية.
عن الكاتب
المزيد من الآراء
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
